هكذا أعاد للدنيا حديث السندباد!فقد أطل الفنان القدير عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج) مساء أول من أمس، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بكامل تألقه وحماسته، ليخط بحسه الوطني من جديد «مذكرات بحّار».ففي ليلة كويتية أصيلة، تزيّنت بثوب معاصر، أحيا شادي الخليج «مذكرات بحار» برفقة عشرات الفنانين والعازفين والراقصين، خلال أمسية تمثيلية وغنائية واستعراضية، لامست المشاعر وعزفت على شغاف القلوب.شهد الحفل، الذي دشن أنشطة الموسم الجديد لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي تحت شعار «من الكويت نبدأ» حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين، وعشاق التراث.كما تخللته عروض مبهرة ومتنوعة لـ 12 لوحة فنية، أولها موال «حديث السندباد»، ثم صوت عربي «يا ليل دانة لدانة»، بعدها نهمة مجداف «يامال».أما اللوحة الرابعة، فقد كانت بعنوان «خطفة»، تلتها لوحة بعنوان «الدزة - الهير» وهي من الأغاني التراثية الشهيرة لشادي الخليج.كما تألق الفنانون على أنغام اللوحة السادسة، وهي بعنوان «الخّراب»، في حين قدموا لوحة تنتمي إلى لون «قادري رفاعي»، تبعوها بـ «قادري بحري».إلى ذلك، كان جمهور مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على موعد مع لوحة فنية مميزة بعنوان «ميليسي»، قبل أن تضرب أقدام الراقصين خشبة المسرح بقوة مع الغناء الفريسني.وما إن عاد الغواصون من رحلتهم الشاقة، حتى تعالت الأهازيج ودوت «الردحة»، أعقب ذلك عرض رائع للوحة بعنوان «دوّاري»، ليختتم الحفل بلوحة بعنوان «فرحة العودة».ونجح فريق العمل، بتقديم رؤية معاصرة لهذا العمل الغنائي الكبير الذي ألفه الشاعر محمد الفايز ولحنه الموسيقار غنام الديكان، والذي عرض للمرة الأولى في العام 1979 بصوت شادي الخليج والفنانة سناء الخراز.الجميل في هذا التناول الجديد، أنه أضيفت مشاهد درامية، تمهد لكل لوحة من لوحات العمل الغنائية، والتي أدتها مواهب تمثيلية محلية، بالاستعانة بأحدث التقنيات لتصوير المشاهد بمواقعها الطبيعية، سواء في المدينة القديمة أو على سطح السفينة أو تحت الماء.تروي «مذكرات بحّار» في سياق شعري موسيقي درامي المصاعب التي واجهها البحار، من حنينه إلى أسرته الصغيرة البعيدة في الكويت، إلى مشاعره المتضاربة بين حاجته لمهنة الغوص وخوفه من أن يموت غريباً وغريقاً في البحر. ويصور العمل كيف استطاع البحار الكويتي القديم تجاوز كل العوائق والصعوبات لينجح أخيراً في الحصول على لؤلؤة فريدة، وليعود بها إلى الكويت وإلى أهله مبتهجاً بالغنيمة. وبقيادة مخرج العمل، يعرب بورحمة، قام بأداء الأدوار التمثيلية نخبة من الفنانين أمثال، مريم الصالح وفيصل العميري وعبد المحسن القفاص وشيخة الهندي وآخرون. أما الأغاني، فقدمها في هذا العرض الجديد كل من الفنان مطرف المطرف والفنان سلمان العماري والنجمة الصاعدة آلاء الهندي، بمشاركة من الفنان شادي الخليج على المسرح، وبمصاحبة فرقة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي التي تضم ما لا يقل عن 75 عضواً ما بين عازف موسيقي وإيقاعي وكورال، بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر، ومدرب الكورال الدكتور حمد المانع، وبتوزيع موسيقي من خالد نوري.يُذكر أن العمل من إنتاج مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، الذي تولى أيضاً إنتاج باقة من الأعمال الفنية الضخمة، التي سيتم عرضها خلال الموسم الحالي.
فنون
عشرات الفنانين والراقصين والعازفين تألقوا في مركز جابر الأحمد الثقافي
شادي الخليج أعاد حديث السندباد... وأحيا «مذكرات بحّار»
09:01 ص