«المسرح كان في الفترة الماضية مريضاً، ولكنه يأخذ طريقه إلى التعافي حالياً»!إنه المخرج الكبير نجف جمال، يصف لـ «الراي» التطور الذي يشهده المسرح، هذه الأيام، متحولاً من فترة تراجع وضعف، إلى فترة نقاهة وقوة، معرباً عن سعادته بهذا التحول، كي يعود المسرح الكويتي إلى فترة ازدهاره قبل عقود عدة.المخرج نجف جمال الذي ظل حاضراً، برغم غيبته الطويلة، من خلال أثره وبصماته الفنية على كثير من الأعمال التي برزت منذ ثمانينات القرن الماضي، قرر العودة الآن معتزماً أن يدخل الساحة الفنية من جديد.«الراي» التقت جمال، على هامش فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية 2017»، وتحديدا في الإشراف العام على بانوراما الراحل محمد الرشود رفيق درب جمال الذي قال: «هذا شيء أعتبره من مهامي الإبداعية، ولأنني عضو في مسرح الخليج العربي، الذي هو بيتي الثاني، فقد تعينت عليّ أن أشاركهم في تأبينهم الراحل (بو صقر)، ضِمن عرض الافتتاح، خصوصاً أن هذا الإنسان والفنان عشت معه وعاش معي سنوات طوالاً، كنا نجلس فيها معاً أكثر مما يجلس كل منا في بيته».لكن أين أنتَ الآن، خصوصاً أنك كنتَ من البارزين في المسرح الجماهيري خلال الثمانينات والتسعينات؟سؤال أجاب عليه جمال: «يظل هناك فنانون غيرنا في الساحة، ويقدمون الأعمال المسرحية، وكان من بينهم الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وكنا مجموعة شباب ظللنا معاً، واستفدنا من الطاقات الموجودة، وقدمنا أعمالاً جماهيرية».كثيرةٌ هي المسرحيات التي أخرجها نجف جمال: «لولاكي» و«أرض وقرض» و«انتخبوا أم علي» و«الكرة مدورة»... وغيرها الكثير، فأي منها الأقرب إليه؟ جمال يسترجع تلك الأيام بذكرياتها الجميلة، مؤكداً: «جميع هذه الأعمال لها طابع خاص ونكهة مميزة، وأيامها كانت حلوة، وهذا ليس هروباً من السؤال، بل إنني أعتبر هذه المسرحيات كالحديقة، وكل زهرة لها أريجها المتفرد وشكلها المغاير، وجميعها لها ذكرى، وحتى مسرحية (أزمة وتعدي) التي عملناها في أعقاب فترة الغزو على دولة الكويت رغم الألم كانت تحمل شيئاً من الذكرى».وبسؤالنا له: أين أنت اليوم من الساحة الفنية؟ أجاب: «موجود... ولكن المسرح بدأ أخيراً ينشط، وقبل فترة كان الاهتمام منصباً على المسرح الأكاديمي أكثر من الجماهيري، والجمهور كذلك تغير، والصغير كبر... لذا أرى أن المسرح بدأ يتعافى من مرضه الآن».وعما أعد من أعمال ليعود به نجف إلى المسرح والإخراج من جديد، قال: «كتبت مسرحية ونصف مسرحية، وهناك مسرحية بحوزتي، وسأخرجها بنفسي، لأنني كتبتها كي أخرجها، والنص كنت قد كتبته للمرحوم عبدالحسين عبدالرضا، وكنتُ في أميركا حين كتبتها، وجلسنا معاً عند عودتي... لكنه رحل عن عالمنا ولم نكمل العمل».