أكد رئيس قطاع الشؤون السياسية بحلف شمال الأطلسي (الناتو) الايطالي نيكولا دي سانتوس، ان الحلف ضامن أمني ودفاعي للدول المنضوية تحت مظلته، بما فيها الدول الـ 29 المتعاونة معه ومنها الكويت.وانطلقت امس في الكويت فعاليات «اسبوع الناتو»، الذي ينظمه جهاز الامن الوطني، بالتعاون مع المركز الاقليمي لمنظمة حلف شمال الأطلسي ومبادرة اسطنبول للتعاون في الكويت.وأضاف سانتوس في اولى جلسات الملتقى امس، والتي اقيمت تحت عنوان «الابعاد السياسية العسكرية في الناتو وبرامج التعاون مع الشرق الاوسط وشمال افريقيا»، أن «الشراكة مع الكويت بدأت منذ عام 2004 بمبادرة اسطنبول، واستطيع ان أوكد اليوم ان التعاون مع الكويت قطع أشواطا كبيرة في هذا الطريق، من حيث الالتزام والتعاون الوثيق والتدريب والتواصل حتى توجت بانشاء مبنى دائم للمنظمة بالكويت، وهو يعكس التزام الكويت بالتعاون مع الحلف، مقدرين دور الكويت في دعم قوات الحلف للعبور إلى افغانستان والعراق ابان عمليات الحلف فيهما».وتحدث عن حلف الناتو لا سيما مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط الحرب الباردة، حيث «سعى الحلف إلى تغيير اجندته إلى مزيد من التوسع واستقطاب الاعضاء وزيادة التعاون والتنسيق، بهدف بسط الامن العالمي وضمانه، واصبحنا منفتحين ومتواصلين مع الجميع، وتلافينا اخطاء الماضي بعدم تواجدنا بالعالم، وكنا منغلقين، على عكس اليوم».وقال «خلال السنوات التي قضيناها أخيراً كان هناك تحولات بالحلف، من حيث التوسع وزيادة الشراكة والتعاون، والحلف دأب على مراجعة شاملة لمفاهيمه الاستراتيجية، وأهمها التحول إلى الشفافية وتحويل وثيقته السرية الخاصة بالإنشاء إلى وثيقة مطروحة ومتاحة للجميع»، مشيرا إلى ان «استراتيجيته التي انشئت بهدف مواجهة اطماع الاتحاد السوفياتي السابق، تحولت إلى توفير الامن العالمي وضمانه ومراجعة سياسة العضوية وتوسعه».وقال «هناك عمليات تقييم كل عشر سنوات، حيث أجرينا التقييم السابق عام 2010، وهذا التقييم سيبحث بتحقيق الاهداف الاستراتيجية للحلف وهي التوسع بالعضوية والشراكة وزيادة التعاون»، مستشهدا باطلاق مبادرات الحوار مع دول الحوار المتوسطي ودول الخليج العربي، مشيرا إلى «اننا نحترم الدول التي انضمت لمبادرات الحلف لا سيما دول الخليج، وفي الوقت نفسه نقدر ونحترم رغبة البعض الآخر الذي لم ينضم مثل السعودية وعمان، فنحن لن نفرض عليهما شيئاً ونحترم ردودهما، ومع هذا لنا تواصل معهما في مجال الحوار والتعاون والتفاهم».واشار سانتوس إلى ان «الحلف ليس مكاناً للمشاورات رغم أهميتها، الا انه مكان لتعزيز التعاون الدولي والتدريب وتبادل الخبرات، لتعزيز الامن والسلم العالميين، ولدينا تعاون وثيق في هذا الاتجاه مع دول بدأت بـ 7 دول واصبحت الآن 29 دولة».وقال سانتوس «أعلم ان الكثير يتساءلون عن سبب الشراكة التي نقوم بها، وأؤكد انها لحماية مجتمعاتنا وأمننا وأوطاننا وشعوبنا، ومواجهة تحديات المنطقة الامنية، لكي تزدهر بلداننا وتنمو، لاسيما ان المخاطر تتجدد وتنمو وتبرز مخاطر جديدة مثل الدول المارقة والارهاب والارهاب الالكتروني وامن الطاقة».بعد ذلك تم فتح باب الاسئلة. ورد سانتوس على سؤال رئيس جهاز الامن الوطني الشيخ ثامر العلي «هل الحلف ضامن دفاعي او ضامن امني لأعضائه، وان كان كذلك كيف ينظر الحلف لهذا الجزء من العالم بعد ان اصبحنا شركاء معه؟»، بالقول «الحلف ضامن دفاعي وأمني لأعضائه هذا امر لا شك فيه، وانا لا اقول ذلك للترويج بل على العكس يجب الا يكون هناك شك بالمطلق بهذا الامر».وقال «وسعنا نطاق التعاون مع الدول العربية، ولقد ساعدتنا كثيرا بالعمليات العسكرية، ونحن ملزمون بمساعدتها اضافة إلى الشراكة المتمثلة بالدعم والتدريب»، مستذكرا دور دول عربية «ساعدتنا في ليبيا وافغانستان والبوسنة، وهولاء لا بد من ضمانات عالية والتزام تجاههم، وهذا ما يؤكده الحلف ويدعمه ويعمل لتوسيع وتمتين العلاقات، ولا اعتقد ان الحلف سيتخلى عن الدول التي تدعمه، وكل الاعضاء سيكونون متواجدين لمساعدته بموجب المادة الخامسة، والعضوية بموجب المادة العاشرة»، مشيرا إلى ان «تزايد اعداد الاعضاء دليل ثقتهم بالحلف وقدراته ورغبتهم بتعزيز التعاون معه، من اجل السلم الاقليمي».ورداً على سؤال السفير السعودي محمد الفايز«هل هناك مؤشرات لعودة الحرب الباردة على ضوء المناوشات التي تحدث بين اميركا وروسيا في عدد من البلدان؟ وهل الحلف يتكيف مع هذه المشاكل التي تشهدها المنطقة؟»، رد سانتوس «لا اعتقد ان هناك بوادر حرب باردة والعلاقة مع روسيا مزدوجة حتى الان، بسبب ازدواجية مواقفها، وسنتعامل معها على هذا الاساس، حتى تصبح دولة ديموقراطية وتحترم تعهداتها وتحترم القانون الدولي، ولذلك يوجد توترات معها».وقال سانتوس «دعوني اقول أدخلنا روسيا في حوار مع الحلف، وسعينا لشراكة في مجال التعاون وتعزيز الامن والسلم العالميين، وطوَّرنا شراكة وبرامج للتعاون حتى في مجال مكافحة الارهاب في افغانستان، ولكن ما يحدث من روسيا ومحاولاتها تغيير الحدود الدولية للدول بالقوة فهذا الامر نعارضه ولن نسمح به، وهو امر غير مسؤول ولن نرضى بتغيير الحدود بالقوة».واضاف «للحلف مع روسيا مسار سياسي وحوار وفي نفس الوقت لدينا تصميم على عدم تجاوز روسيا للحدود الحمراء وان نوضح لها المقبول وغير المقبول».

ثامر العلي: الإخوة في السعودية مشكورون دائماً

قال رئيس جهاز الامن الوطني الشيخ ثامر العلي، ان انطلاق فعالية أسبوع الناتو يعد باكورة التعاون بين الكويت وحلف الاطلسي.واشاد في تصريحات للصحافيين، بحجم الحضور الكبير من دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمهم سفير المملكة العربية السعودية بالرغم من انها وسلطنة عمان ليستا عضوين في المبادرة، مستطردا بالقول «الا ان الاخوة في المملكة العربية السعودية مشكورون دائما، يحضرون مثل هذه اللقاءات والمناسبات التي نقيمها، في مركز الناتو او الكويت عموما».واوضح ان الفعاليات تتضمن ورش عمل عن اهتمام دول مجلس التعاون من أمن الكتروني الى امن الطاقة وحماية المنشآت على مستوى مجلس التعاون او كل دولة على حدة.وقال «من الطبيعي ان تتناول ورش العمل مواجهة المخاطر البيولوجية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل، وكذلك في مجال مكافحة الارهاب».وأعلن العلي أن «العمل يجري على قدم وساق خلال الاسابيع المقبلة لانطلاق زيارة كل دولة خليجية على حدة للمركز للجلوس والتحدث عما يحتاجونه من برامج او فعاليات في المستقبل».

فواز المشعل: تعاون الكويت مع «ناتو» في 104 مجالات

قال رئيس قطاع المعلومات والمتابعة الأمنية بالتكليف بجهاز الامن الوطني الشيخ فواز المشعل، ان «التعاون مع حلف الناتو يتم في ما يقارب 104 مجالات على جميع الصعد، بما فيها التدريب لخبرات 29 بلدا خلال 13 عاما، وكان لنا في الكويت فخر ايجاد مركز للتدريب بالكويت وهو مكسب حقيقي وصلة للتعاون الوثيق والبناء».واكد الشيخ فواز «ان التعاون مع الحلف ليس معاهدة يتم التوقيع عليها، بل هو تعاون وتفاهم لمواجهة الاخطار والاستفادة من خبرات الحلف وتعزيز التعاون والشراكة».