في الأساطير أن مارد المصباح يستطيع أن يحقق لك كل أحلامك إن رضي عنك، ويستطيع أن ينسفها إن غضب، وبين الخوف والطمع تضطر للخضوع له.مرت سنوات، وتغيرت أزمنة، اشترينا مصابيح، وفركنا مصابيح، ورمينا مصابيح، فلم نجد سعادة المارد الذي تبدأ حكايتنا معه، وهو يقول لنا شبيك لبيك، وتنتهي ونحن نقول له شبيك لبيك كي لا ينسف أحلامنا، فما سنكون عليه أبعد من أن نقبل أن نعود كما كنا ولو كنا في أحسن حال.ظهر الإعلام كمارد حقق حلم الحلفاء، وهزم المارد هتلر ثم طوع الألمان المارد لتتقدم الماكينة الألمانية وتتصدر الآلة الصناعية وتنهي الهيمنة العسكرية في عصر الديموقراطية، والمارد يتنقل من بلد إلى بلد ومن حلف إلى حلف، يضرب هنا ويلمع هناك ويقف دائماً مع المنتصر وينصر دينه ولا عزاء للمستضعفين.ولكن لكل مارد مارد أمرد منه، ولا يغلب المارد القديم إلا المارد الجديد، ولا الإعلام القديم سوى الإعلان الحديث نصير الشعوب في السوشيال ميديا الذي فتح لهم آفاقاً عجزت كلمة افتح يا سمسم عن فتحها ولكثرة ما أعطى المارد البعض تمرداً وظن أنه صار ماردا ناسياً أن لكل أمر لحظة ينتصف الليل ويذهب السحر.يتفرج المارون على الماردين القديم والحديث وهما يتصارعان ويتحالفان ويظن أن حلفه مع أحدهما أو كليهما، ينفعه غير مدرك أن أي الماردين ليس في جيب أحد، ولو تفننا في تعبئة جيبه أو إفراغها فالمارد القادر على تحقيق أحلامك قادر على تحويلها إلى كوابيس.reemalmee@