المخرجة مناير الفهد من الوجوه المتميزة في المجال الفني... لها بصمات واضحة على أعمال كثيرة، من دون أن تظهر للأضواء، وتعتز كثيراً بأنها عملت مع المخرجين المهمين محمد دحام الشمري ومحمد الحملي، وتعاونت مع كوكبة من ممثلي الكويت من خلال الإخراج المسرحي والتلفزيوني.«لا آخذ وأعطي... خارج حدود العمل!». هكذا تقول مناير لـ «الراي»، كاشفةً اللثام عن طريقة عملها التي تقوم على الجدية واحترام الوقت، رافعة شعار «العمل هو العمل».تحدثت الفهد عن مسرحية «ولد بطنها» التي عملت من خلالها مع طارق العلي وميس قمر وعبدالرحمن العقل، مشيدةً بالثلاثة، ومزيحة الستار عن تميزهم إنسانياً بقدر تميزهم الفني، ومشيرةً إلى أنها فوجئت بأن نجوميتهم لم تمنعهم من التواضع أمام تعليمات العمل، والإنصات إلى المخرج.• بعدما بدأتِ العمل في الإخراج مع محمد دحام الشمري، كانت خطوتك التالية مع محمد الحملي؟- بالفعل.. وكنتُ محتكَرة مع الحملي، وكنت أنوب عنه في الأعمال الفنية، ليس الإخراج فقط، وقدمت العديد من الأعمال منها الجزء الثالث من «ساهر الليل».• ومتى نراك في عمل متكامل من إخراجك؟- سوف أفكر بهذا.. وأفضل أن أتعلم أكثر، وأكتسب الخبرة قبل أن أستقل بنفسي كمخرجة، وأخوض في مجال الإخراج الحافل بالكثير من العناصر.. وأفضِّل أن أعمل في مجال الدعايات أولاً، وبعد الحصول على الخبرات اللازمة وتطوير أدواتي يمكنني أن أخوض عملية الإخراج بمفردي.• وإلى أي الكفتين تميلين: الكوميديا أو التراجيديا؟- التراجيديا أكيد... فأنا أجد نفسي في هذا المجال.. وأراه مقرباً إليّ.• هل هناك سبب ما وراء ميلك الجارف إلى التراجيديا؟ هل حياتك تشتمل على حزن ما؟- كلامك صحيح.. أنا حياتي حافلة بالتراجيديا، وربما أريد أن أنفِّس عن هذا من خلال إخراج أعمال تراجيدية، ربما كان هذا هو السبب وراء حبي للعمل التراجيدي.. وتفضيلي أن تكون القصص حقيقية كي أعرف تفاصيلها.• كيف تصفين تجربتك كمساعدة مخرج في مسرحية «ولد بطنها» بجانب زميلك المخرج عبدالعزيز صفر؟- هناك أمر مهم لا يمكنني إنكاره... عبدالعزيز أستاذي، وهو يجعلني أقرأ الكتب كثيرا، وطالما يقدم لي النصح، والتعاون. ولا أخفي عليك أنني كنتُ متخوفة حين طلب مني العمل، لأنني سمعت أن التعامل مع الفنان طارق العلي صعب... لكنني وجدتُ العكس تماما، فهو يتلقى التعليمات ويطبق التوجيهات أكثر من غيره، ويترك الفرصة للمخرجين كي يمارسوا عملهم، والحق أنني وجدته ملتزماً جداً، سواء في الحفظ أو في ما يتعلق بتعليمات الأزياء، وحسب خدمة العمل، ويتناقش في التفاصيل، ويتمتع بمرونة عالية... وبصراحة أجد تجربتي جديدة كما أنها علمتني الكثير وصبت في مصلحتي، وأضافت إلى مسيرتي.• المتعاملون معك يصفونك بأنك حادة وشديدة في التعامل والتعاون؟- الحقيقة أن هذا طبعي.. وبالفعل أنا أرى نفسي حادة في التعامل، ولا مجال عندي للضحك، ولا أحب أن آخذ وأُعطي خارج حدود العمل، فأنا أرفع شعار «العمل عمل»، وعنصر الوقت لدي مهم في كل شيء، وأعرف ماذا أفعل وكيف اتصرف في كل موقف.• المسرحية بها ثلاثة ممثلين أساسيين، وهم طارق العلي وعبدالرحمن العقل وميس قمر. كيف وجدت تقبلهم للتوجيهات؟- ثلاثتهم متواضعون للغاية معي، وجميعهم يريدون عملاً يليق بهم وبالجمهور، وللأمانة وجدتهم جميعاً ملتزمين في العمل أكثر من غيرهم من الناس، ويثقون بمن معهم، ولا أنكر أني أتطلع في أخذ بعض النصح منهم كي أصقل موهبتي أكثر منهم، ومن المخرج الأساسي عبدالعزيز صفر.. والعمل من تأليف بدر محارب ووجدت نفسي بينهم.• من تودين التعاون معهم من ممثلي الكويت؟- أود التعامل مع الفنان جاسم النبهان.. أجده أباً وفناناً متلون الأداء والكراكترات، وإذا دخل في الشخصية يتقمص الدور ويتماهى معه، والفنانة زهرة عرفات في الدقيقة الواحدة قد تتلون مرات عدة بحسب الشخصية وتغيرات حالاتها النفسية.• دائماً من يتميز في بداياته يواجه حروباً... فهل حدث هذا معك؟- بلا شك لاقيت أمراً مثل هذا، وأحياناً أقول إنه من علامات النجاح... فإن لم يحاربوني فسأقول لنفسي إني لم أقدم شيئاً.. والأرزاق والنصيب أمر مكتوب لي وسوف أنال ما هو مقدر ومكتوب لي، مهما حاربني البعض.• كلمة أخيرة.. ماذا تقولين؟- يعطيكم العافية... وإلى الأمام دوماً يا «الراي».