كانا نصفين أحدهما يكمل الآخر، كلٌ له دوره ومهامه ومسؤولياته. كانا وجهين لعملة واحدة، ما افتقده الأول يكمله الثاني، وما نقص عند الآخر يتممه الأول. فقدنا النصف الأول في سبتمبر العام 2005، وفقدنا النصف الآخر في سبتمبر 2010. تجرعنا جرعات المرارة والحسرة وأصبح قوت يومنا الألم والتوجع على فراق حبيبين لا يعوضنا عنهما ملك الدنيا، وسنظل نذرف الدمع عليهما إلى أن نلحق بهما.نظموا لنا حياة بأحداثها ومواقفها وتاريخها، ومنهجوها بمنظومة صغيرة لأسرة من خمسة أفراد. كان أساس هذه المنظومة القيم والقناعات والمبادئ التي لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها. علمونا معنى السعادة الحقيقية، وهي الرضا بالمقسوم، وهذه من سنن الله في الحياة كما قال تعالى: «نحن قسمنا بينهم معيشتهم» ... فالراحة والطمأنينة في الرضا والقناعة بما قسم الله لنا، ففي المعيشة قسمة، وفي التعب قسمة، وفي الضيق قسمة، وفي السعة قسمة.كانت السعادة منهجا وأسلوب حياة لنا في كل أمور حياتنا، لأننا قبلنا ورضينا واقتنعنا بقسمة الله لنا. علمونا بأن جزءاً من السعادة هي الصلابة في تجسيد تعاليم الدين وإسقاطها على الواقع لتكون أسلوباً وطريقاً للخُلق والفكر السوي لكل سلوك وفعل وعمل، وجزء آخر منها هو المرونة والعطف والحنان في تجسيد التعاليم الإنسانية من خلال تعاملنا مع الناس.ربي إنهما كانا السبب في وجودنا، فقد بذلا جهداً كبيراً في تربيتنا، فاجعل جهدهما مأجوراً، وأعمالنا الصالحة في صحائفهما.تشاركا في كل أمور الحياة حتى في موتهما تشاركا في سبتمبر، وأقول لهما يا والديّ ما زلنا على العهد باقين، يا عنوان ودليل روحنا وعقولنا وسلوكنا.m.alwohib@gmail.commona_alwohaib@