فرحة ما تمت بسحب الجنسية من خمسة أشخاص، وضج معها النواب الذين ينتظرون أي غلطة ليشبعوا الحكومة بوابل من الكلم المؤلم. وإذا كانت الحكومة قد قررت سحب الجنسية فمن المقرر أن تسحبها مع التعليل لذلك، وهذا ما لا يرضي بعض النواب ذوي الشهية المفتوحة للانتقاد، فسينصر الخمسة المجنسين ظالمين كانوا أو مظلومين، لأن لديهم مبدأ «من ليس معي فهو ضدي»!
ولعل بعض النواب والنقاد اعتبروا تراجع الحكومة غير مبرر وابتزاز سياسي، ولكن قضية التجنيس سيادية، والتراجع عن الباطل إلى الحق، إن وجد، خير من التمادي في الباطل، ولن أقف حكماً على ما قررته حكومتنا الرشيدة، ولكن لابد من تتبع ملفات هؤلاء، ثم يحكم على هؤلاء المختصين الذين أبدى تجاههم النائب أحمد المليفي ملاحظاته، والتي وصفها البعض بأنها خطيرة، ثم العدل معهم في الحكم. ولا شك أن الحيف والجور لا يرضاه الجميع، سواء كان الظلم لخمسة أو لخمسة آلاف، ولا نريد من أصحاب الأقلام إيجاد عقدة الألم النفسي والتثريب على الحكومة إذا تراجعت عن حق تجاه بعض القرارات، فهذا موطن قوة ومؤشر إصلاح، وهذا ما لا يفهمه بعض السياسيين المراهقين، ولنا معهم وقفة مقبلة بإذن الله.
حمد عبدالرحمن الكوس