ووري أمس جثمان أقدم عامل في نادي الجهراء الرياضي، أبو كمال، في مسقط رأسه في محافظة قنا قرية المحروسة في جمهورية مصر العربية.وقد أفنى أبو كمال عمره في خدمة الرياضة والرياضيين منذ العام 1974 عندما قدم إلى الكويت شابا يافعا أمضى حياته بين أسوار النادي القديم، وعاشر أهالي المنطقة الذين أحبوه وأحبهم وتردد على بيوتهم ودواوينهم وبات معروفاً من الصغير والكبير.أبو كمال الذي كان في إجازة قصيرة إلى مصر، حاول أبناؤه إخفاء جواز سفره كي لا يعود إلى الكويت ويرتاح في قريته بين أهله إلا أن كل محاولاتهم فشلت نتيجة اصراره على العودة.وهذا ما كان بعد مناقشات حادة، اذ «خطف» أبو كمال جواز سفره مثل الطفل الصغير وطار إلى الكويت يحمله الشوق والحب ليحط في الجهراء. وبعد أيام قليلة من الوصول، توفي في غرفته الصغيرة التي تقع الى جانب مدخل النادي.أبو كمال الذي حضر إلى الكويت في 1974 روى سابقا لمحبيه الواقعة الطريفة التي حملته الى الديرة، حيث قال إن «وفداً كويتياً حضر إلى مصر للتعاقد مع مدربي سباحة ومنقذين، فأوهمتهم أنني سباح ماهر ومنقذ وعلى الفور طلبوا أوراقي الخاصة وجواز سفري وتم التعاقد معي. سافرت إلى الكويت، وطلبوا مني القفز إلى حوض السباحة لإجراء حصة تدريبية. ترددت في القفز، لكن نتيجة إصرارهم قفزت وغرقت في الحوض. قاموا بإنقاذي في اللحظات الأخيرة حيث كنت لا أجيد السباحة. كان هدفي القدوم إلى الكويت وبعدها طلبوا مني العمل على بوابة النادي».عمل أبو كمال حارس عمارة المرحوم ثابت الحبشي في العام 1974 وعمل لدى العم محمد هيف الحجرف، وعاش لفترة في بيت المغفور له عبدالكريم المزعل السعيد حيث حظي بمحبة كبيرة ومعاملة خاصة ومميزة من أهالي الجهراء نظراً الى خفة دمه وطيبته فعشقه الصغار قبل الكبار.وقام رئيس النادي دهام الشمري وعضو مجلس الادارة ذعار الجنفاوي ورئيـس النادي السابق خالد الجارلله بمرافقة جثمان الراحل إلى مطار الكويت وتوديع مرافقيه من أبنائه وأقاربه في وقت متقدم من الليل وفاءً وحباً لمن ضحى لأجل حماية أسوار النادي.كما قام أهالي الخير بالتبرع لإنشاء بئر باسم الراحل أبو كمال.
رياضة - رياضة محلية
ووري جثمانه أمس في مسقط رأسه
أبو كمال... من قرية «المحروسة» إلى محافظة الجهراء
الحارس الأمين أبو كمال... أمام بوابة نادي الجهراء
12:24 ص