شدّد خطباء العيد على أهمية الوحدة والتعاضد بين أبناء الوطن، وشكر النعم التي أسبغها الله على البلاد، داعين إلى استشعار نعمة الأمن والإيمان والتقرب الى الله بالطاعات.وبيّنت خطبة العيد التي وزعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وألقيت في المساجد ان «الرَّابِحُ فِي العِيدِ مَنْ يَتَخَلَّصُ مِنْ دَوَاعِي الهَوَى وَعُبُودِيَّةِ الشَّيْطَانِ وَالدُّنْيَا، العِيدُ الحَقِيقِيُّ يَوْمَ أَنْ يُسَخِّرَ العَبْدُ جَوَارِحَهُ فِي مَرْضَاةِ اللهِ، وَأَنْ يُقْبِلَ بِقَلْبِهِ عَلَى مَوْلَاه»ُ.واضافت: «وَفِي هَذَا اليَوْمِ يَتَجَلَّى شُكْرُ اللهِ عَلَى نِعَمِهِ، وَحَمْدُهُ عَلَى آلائِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ: إِتْمَامُ النِّعْمَةِ وَإِكْمَالُ المِنَّةِ، قَالَ تَعَالَى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة:3]، فَهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ العَظِيمَةُ اخْتَارَ اللهُ لِإِنْزَالِهَا أَشْرَفَ زَمَانٍ وَأَفْضَلَ مَكَانٍ وَهُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالنَّبِيُّ قَائِمٌ فِيهَا. فَأَيُّ نِعْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ إِكْمَالِ الدِّينِ الَّذِي اخْتَارَهُ اللهُ لِعِبَادِهِ وَاصْطَفَاهُ لِخَلْقِهِ؟ دِينٌ لِمَنْ تَأَمَّلَ فِيهِ وَجَدَهُ قَدْ جَاءَ بِمَا فِيهِ مَصْلَحَةُ العِبَادِ وَالبِلَادِ، وَالشُّعُوبِ وَالأَفْرَادِ، لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا مِمَّا فِيهِ خَيْرٌ لِلنَّاسِ إِلَّا وَبَيَّـنَهُ وَأَوْضَحَ طُرُقَهُ، وَلَا شَرّاً إِلَّا وَحَذَّرَهُمْ مِنْهُ وَبَيَّنَ مَغَبَّـتَهُ وَمَضَرَّتَه»ُ.ودعت الخطبة إلى استشعار نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالإِيمَانِ «فَقَلَّمَا نُزِعَتْ مِنْ قَوْمٍ إِلَّا عَادَ أَمْنُهُمْ خَوْفاً، وَإِيمَانُهُمْ كُفْرًا، وَهِيَ نِعْمَةٌ لَا يُقَدِّرُهَا حَقَّ قَدْرِهَا وَلَا يَعْرِفُ قِيمَتَهَا إِلَّا مَنْ فَقَدَهَا، وَلِذَا لَمَّا أَمَرَ اللهُ الخَلْقَ أَنْ يَعْبُدُوهُ ذَكَّرَهُمْ بِنِعْمَةِ الأَمْنِ النَّفْسِيِّ وَالأَمْنِ الغِذَائِيِّ».وتابعت «ثُمَّ إِنَّهُ مِنْ تَمَامِ شُكْرِ النِّعْمَةِ وَالمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا – يَا عِبَادَ اللهِ – أَنْ نَعْتَصِمَ بِدِينِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا نَتَفَرَّقَ؛ فَفِي وَحْدَتِنَا عَلَى الخَيْرِ وَالحَقِّ نَصْرُنَا وَقُوَّتُنَا، وَفِي تَفَرُّقِنَا ضَعْفُنَا وَهَزِيمَتُنَا».وختمت: «اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ حَجَّ الحَاجِّينَ وَسَعْيَ السَّاعِينَ، وَاحْفَظْهُمْ فِي حَلِّهِمْ وَتَرْحَالِهِمْ، اللَّهُمَّ وَآتِهِمْ مَا وَعَدْتَهُمْ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، وَطَهِّرْهُمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ، وَأَرْجِعْهُمْ مِنْهَا كَمَا وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ، وَرُدَّهُمْ إِلَى أَهْلِيهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا وَمِنْهُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي هَذَا اليَوْمِ مِمَّنْ سُتِرَ عَيْبُهُ، وَحَسُنَ سَعْيُهُ وَقُبِلَ عَمَلُهُ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ كَلِمَةَ المُسْلِمِينَ، وَوَحِّدْ بَيْنَ صُفُوفِهِمْ، وَوَفِّقْهُمْ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمَا لِلْبِـرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْهُمَا سِلْمًا لِأَوْلِيَائِكَ حَرْبًا عَلَى أَعْدَائِكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمَنَا مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْـمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ».
محليات
شدّدت على أهمية التعاضد بين أبناء الوطن
خطبة العيد تدعو إلى استشعار نعمة الأمن: قوتنا في وحدتنا... وفي تفرّقنا ضعفنا وهزيمتنا
08:59 م