مكة المكرمة (السعودية) - وكالات - وسط أجواء مهيبة مفعمة بالإيمان وعلى وقع نداء التلبية «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك»، استهل ضيوف الرحمن، أمس، مناسك الحج بقضاء يوم التروية في مشعر منى بمكة المكرمة، اقتداء بسنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك قبيل توجههم للوقوف بجبل عرفة، لأداء الركن الأعظم للحج اليوم.ويبقى الحجاج، الذين تقدر أعدادهم هذا العام بنحو مليونين، في مشعر منى إلى ما بعد بزوغ شمس اليوم الموافق التاسع من ذي الحجة، ثم يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، وبعدها ينفرون من مشعر عرفة للمبيت بمزدلفة، ثم يقضون اليوم العاشر وأيام التشريق الثلاثة في مشعر منى، حيث يرمون الجمرات الثلاث وهي جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلا من تعجّل في يومين فيغادر في ثاني أيام التشريق، إذ يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.وبعد ظهر أمس، أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية دخول 1.75 مليون حاج يمثلون 168 جنسية إلى المملكة عبر الموانئ الجوية والبرية والبحرية لتأدية المناسك، مشيرة إلى أن عدد الحجاج هذا العام شهد زيادة عن العام الماضي بلغت 426.26 ألف حاج، أي بنسبة 32 في المئة.من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للاحصاء أن إحصاء الحجاج الآتين من خارج المملكة وداخلها سيتوقف عند الساعة السادسة والنصف من مغيب شمس اليوم الخميس، ليتم بعد ذلك بساعات الإعلان النهائي عن إجمالي عدد الحجاج.وأعدت قيادة أمن الحج بالمملكة العربية السعودية خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى، ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة على جميع الطرق التي يسلكونها من مكة، إضافة لتنظيم عملية حركة المشاة.وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل، لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة.وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ان «ضمان سلامة الحجاج أولوية» سلطات المملكة، مشيراً إلى أن أكثر من 100 ألف رجل أمن يعملون على تأمين الشعائر في مختلف مراحلها ومواقعها.ورداً على سؤال عما إذا كانت السلطات رصدت في الآونة الأخيرة أي مخططات تهدد أمن الحج، قال التركي: «إطلاقاً، لم يُرصد أي شيء وليس هناك الحقيقة أي شيء، لكن ذلك لا يعني أننا نغفل عما يمكن أن يحاوله أو تحاولالجماعات الإرهابية من القيام به»، مضيفاً «نأخذ كل تهديد على محمل الجد حتى لو لم يعلن عن هذا التهديد».وسمي الثامن من ذي الحجة بيوم التروية، لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه.ويعد مشعر منى من أكبر المشاعر المقدسة احتضاناً للدوائر الحكومية والجهات الخدمية العاملة على تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام، بمساحة تقدر بـ15 في المئة من مساحة السفوح الجبلية للمشعر، فيما تستخدم المساحة المتبقية لنصب الخيام.ويعتبر مشروع الخيام بمشعر منى أحد أكبر المشروعات التي نفذتها الحكومة السعودية لإيواء الحجاج بمساحة مقدرة بمليونين و500 ألف متر مربع، وفق مواصفات تحقق المزيد من الأمن والسلامة لاستيعاب نحو مليونين و600 ألف حاج.وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16.8 كيلومتر مربع، ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا مدة الحج ويحده من جهة مكة جمرة العقبة ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.ويمتلك مشعر منى مكانة تاريخية ودينية، فبه رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار وذبح فدي إسماعيل عليه السلام ثم أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق واستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
خارجيات
100 ألف رجل أمن لحماية مليونين من ضيوف الرحمن
يوم... التروية
09:32 ص