قبل سبعة قرون? ذكر ابن خلدون مؤسس ورائد علم الإجتماع في العالم في مقدمته الشهيرة، عبارات تحقق الكثير منها في زمننا الحاضر، وجاء فيها حسب ما تناقلته مجاميع الواتس آب... «عندما تنهار الدول... يضيع التقدير ويسوء التدبير? وتختلط المعاني والكلام? ويختلط الصدق بالكذب... ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء».قالها ابن خلدون في مقدمته وتحقق كثير مما جاء فيها، ونحن ما زلنا نراجع بعض الأقوال بحثا عن مخرج مناسب من مشاكلنا المتوارثة والتي في غالبها يعود لسبب واحد وهو «إن كثيراً من المناصب القيادية أوكلت لغير أهلها من الكفاءات المنسية»... وكثر المنافقون والمتسلقون وأغلقت الأبواب في وجه ناقل النصيحة وإن كان قادما بها على هيئة استشارة مجانية بعد أن أصبحت وظيفة مستشار مهمة لم يجيدها الكثير.أصبح كل ما نريد تحقيقه «حلم» لا يتحقق إلا عبر الواسطة والمحسوبية والنفوذ، وأصبح الفرد يخشى التحدث عن مظاهر الفساد خشية المساءلة القانونية، وهو ما ظهر بعد تناقل وسائل التواصل الاجتماعي قضية تعيينات الوافدين وهو أمر في غاية السوء.كان البعض يسأل، «ليش تتعب نفسك... الأمور ماشية ماشية لو تصيح إلى بكره». وهنا أذكرهم بالقول المأثور «قل لمن يخلص: لا تتعب»! والأصل في العمل الإخلاص، ونحن هنا نكتب مخلصين في ما تخطه أيدينا عبر نصائح نوجهها بعد عرض مكامن الخلل، لعلها تصل لأصحاب القرار ليتخذوا القرارات المناسبة التي تسعى لتخطي الحواجز السلبية الفاصلة بيننا وبين التنمية المراد بلوغ غاياتها.البعض يقف عند الاكتفاء بقول «سوينا اللي علينا...» وهذا الشعور في غاية الخطورة لأن الحياة كفاح والإصلاح يحتاج إلى عزيمة وإصرار، وكثير من أحبتنا من أصحاب القرار بحاجة لمن يرشدهم إلى الطريق الصواب، وغياب صوت الحكماء، كما جاء في مقدمة ابن خلدون، سبب في انهيار الدول ومؤسساتها.ليقولوا عنك ما يقولون... وليرسموا الانطباع الذي يرغبون رسمه عنك وعن توجهك الإصلاحي، فلا أنت بقادر على تغيير ثقافتهم ولا هم في كثير من الأوضاع متقبلون شخصك وإن كنت من النخبة المنسية!لذلك? أتمنى من أحبتنا الكرام، احترام الرأي والرأي الآخر وأن يفسحوا المجال أمام أصحاب المبادرات الإصلاحية من الحكماء (الكفاءات من أصحاب الخبرة والمتصفين بحسن السيرة والسلوك) فهم بمبادراتهم ورجاحة رأيهم الدرع الواقية من الفساد الذي تعددت صوره في زمننا الحاضر.الجميع من دون استثناء ينتهي يومه بوضع رأسه على الوسادة، وكما هو منقول «الوسادة تحمل رأس الغني والفقير? والصغير والكبير? والحارس والأمير، لكن لا ينام عليها بعمق إلا مرتاح الضمير».وعليه? راجع ضميرك وأحسن عملية القياس والتقويم، فأنا وأنت سنلقى المصير نفسه ولن ينفعك في يوم الحساب سوى عمل صالح ونصيحة توجهها لأهداف وطنية بحتة ولا تكتفي بقول «سوينا اللي علينا»... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi