من منا لا ينتظر أن تأتيه الفرصة لتحقيق النجاح؟ ومن منا إن سنحت له الفرصة، لم يسع بشتى الطرق لاستغلالها لتحقيق ما يصبو إليه؟ يتشبث بها ويجتهد فيها ويتعامل معها لعل وعسى أن يصل لمبتغاه. أحياناً كثيرة، تمر الفرص أمامنا وقد لا نعلم أنها هنا! نحاول أن ندركها لكن من دون جدوى، فنتحسر لضياعها ونتأسف عليها بندم شديد. ولكنني متيقن من أن الفرص كثيرة وإن فاتتنا فرصة، فسنجد حتما غيرها! والدليل على ذلك، أننا اليوم أمام فرصة عظيمة وهبها الخالق جل علاه لنا، والفرصة - تحديدا - هي أيام العشر من ذي الحجة.فقد أقسم الله بهذه الأيام، فقال عز وجل: «والفجرِ وليالٍ عشر»، وقد ذكر ابن كثير- رحمه الله - أن المراد بها العشر من ذي الحجة. كما قال تعالى: «...ويذكروا اسم الله في أيام معلومات»، وقال ابن عباس يعني أيام العشر. وفيها نزلت الآية الكريمة: «اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينا».وقد قال النبي الكريم عنها: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من الأيام العشر» - يعني العشر من ذي الحجة - قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء» رواه الترمذي.وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».وفيها يوم عرفة وهو من أيام أعياد المسلمين، فقد قال نبينا الكريم: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام» راوه داوود وصححه الألباني.وصيام يوم عرفة له أجر عظيم، فقد قال رسول الله عند سؤاله عن فضل صيام يوم عرفة انه: «يكفر السنة الماضية والسنة القابلة» رواه مسلم في الصحيح.والدعاء في يوم عرفة له فضل رفيع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة» صححه الألباني في كتاب السلسلة الصحيحة.ويوم عرفة، هو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟». وفي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي كان يقول: «إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي آتوني شعثاً غبراً».والحديث عن أيام العشر من ذي الحجة وفضائلها لا ينتهي، فنحن اليوم أمام فرصة حقيقية لا نعلم إن كنا سندركها العام المقبل أم أن الله سيأخذ أجلنا!كانت تلك مقتطفات من مقال كتبته العام الماضي تحديداً، وجدت أنه لزاماً علي أن أذكر نفسي وأذكرك بها عزيزي القارئ لعلنا نغتنم هذه الفرصة!boadeeb@yahoo.com