كونا - انتشرت في أحياء ومنتزهات العاصمة السعودية الرياض عربات بيع الوجبات السريعة (فود تركس) حتى أصبحت اليوم تشكل جزءاً «مهماً» في حياة الشباب السعوديين الذين يتطلعون إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية عبر مثل هذه المشروعات.وباتت هذه العربات المتنقلة التي يقوم من خلالها الشباب بإعداد المشروبات الساخنة والوجبات السريعة تشكل فرصاً اقتصادية «مهمة» لأصحاب المشروعات الصغيرة بعدما كان انتشارها محدوداً في بعض الأماكن.ومع مرور الوقت، شهد هذا النشاط إقبالاً كبيراً من قبل السعوديين الذين حرصوا على إبراز إبداعاتهم في إعداد الأطعمة المختلفة ومنها «البرغر» و«النودلز» و«السوشي» و«الآيس كريم» إلى جانب المشروبات الساخنة والباردة وكذلك افتتاح ورش خاصة لإصلاح الهواتف وبيع الاكسسوارات.وقال أستاذ إدارة الأعمال في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور حسين المراد، إن عربات بيع الوجبات السريعة أصبحت «مهمة وفاعلة» بالنسبة للشباب السعوديين نظراً لسهولة تجهيز المشروع الذي لا يحتاج الى رأسمال كبير.وأضاف أن للأسر دوراً مهماً في دعم أبنائهم ودفعهم إلى الاعتماد على النفس لكسب الرزق الحلال، موضحاً أن هناك نماذج عدة لشركات عملاقة انطلقت من مشروعات صغيرة، لافتاً الى أهمية حصول هؤلاء الشباب على دعم حكومي وتسهيل استخراج تراخيص لعرباتهم المتنقلة التي تعد ذات مدخول جيد.من جهته، قال صاحب أول عربة للوجبات السريعة ممدوح الموسى، إنه فكر بإنشاء أول عربة في السعودية كمشروع اقتصادي بعدما رأى انتشارها بشكل لافت في الدول الأجنبية.وأضاف أنه «في بداية عملي لم يكن هناك إقبال كبير لكن شغفي بهذا النشاط جعلني أتمسك به حتى وجدت ترحيباً وتشجيعاً من الناس والشباب بشكل خاص الذين كانوا يسألون عن كيفية البدء بمثل هذا المشروع».وأكد أن «هذه المشروعات جذبت العديد من الشباب وأصبحت مصدراً مهماً للدخل، ويعمل عليها الآن العديد من حملة الشهادات العليا»، لافتاً إلى أن «هذه المشروعات ساهمت في تغيير فكر الشباب ونظرتهم إلى العاملين في العربات المتنقلة حتى أصبحت مصدر فخر للجميع».من جانبها، قالت صاحبة عربة «سوشي ميا» مي العيار المتخصصة في تقديم الطعام الياباني (السوشي) إنها بطبيعتها تحب الانجاز والعمل وصاحبة طموح عال إذ وجدت في العربات المتنقلة فرصة جيدة للكشف عن مواهبها.وأضافت أنها كفتاة كانت متخوفة من ردة فعل الناس، لكنها كانت مغايرة جداً إذ وجدت التشجيع والدعم من الجميع معربة عن تطلعها إلى افتتاح مطعم خاص.من جهته، أكد صاحب عربة «هامر برغر» أنور الجهني أن عربات الغذاء أصبحت اليوم ظاهرة صحية بالمملكة رغم ما فيها من بعض الصعوبات، وأهمها تذبذب مردودها الاقتصادي باختلاف كل موسم.وقال إن العربات المتنقلة تعد الخطوة الأولى لبناء مشروعه الكبير بعد التعرف على طريقة اختيار المنتج الأفضل والمناسب للجمهور الذي بات اليوم يبحث عن أجواء مختلفة ومتنفس جديد بدلاً من المحال الاعتيادية والمجمعات التجارية.
اقتصاد
مشاريع صغيرة تساعد الشباب على تحسين أوضاعهم
عربات «فود تركس» تغزو... السعودية
إقبال كبير من الشباب السعودي على الـ «فود تركس»
02:42 م