رحبت أوساط سياسية وثقافية ودينية، بمشروع «تشريح العقل المتطرف» وهي الفكرة التي طرحها أخيراً مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة في مصر لمواجهة العنف، والتي اعتبرها سياسيون متماشية تماماً، مع طرح «تصويب الخطاب الديني»، ولها أهمية سياسية وأمنية ودينية واسعة، داعين إلى ضرورة الاهتمام بها.وأعلنت دار الإفتاء، عقب طرحها الفكر إن «المشروع هدفه، فهم وتشريح الفرد المُتطرف والعوامل الأساسية والدافعة نحو التطرف، والمراحل التي يمر بها المتطرف وصولًا إلى العمل الإرهابي والتفجيري، عبر مجموعة من ورش العمل للخروج بنماذج واضحة ودليل كاشف لأنماط المتطرفين ومراحل تحولهم، سواء في الداخل أو الخارج».وأضافت إن «هذا سيتم من خلال مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجالات علم النفس والعلوم الشرعية وجماعات الإسلام السياسي والحركات الإسلامية، والمراجعات الفكرية لجماعات الجهاد والجماعة الإسلامي، إضافة إلى مجالات الأمن المجتمعي وتحليل الصراعات».وقال مستشار مفتي مصر الدكتور إبراهيم نجم، إن «فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام، يضع المشروع ضمن أولوياته خلال تلك المرحلة، ويُسخِّر كافة إمكانات دار الإفتاء وقدراتها لتحقيق المرجو منه؛ وهو الوصول إلى نموذج عملي واضح لكيفية صناعة المتطرف وأنماطه ومراحل تحولاته وصولاً إلى وضع التصورات والسياسات الإجرائية التي تكفل مواجهته ووقف نزيف التحول نحو التطرف وممارسة العنف».وأضاف نجم ان «المشروع ممتد لأشهر عدة يقوم خلالها المرصد بنشر تقارير وأوراق السياسات المقترحة التي توصل إليها الخبراء والمتخصصون المشاركون في هذا المشروع، وستكون متاحة لصانعي القرار والمتخصصين والمفكرين وقادة الرأي والمراكز البحثية والفكرية، وكافة الأطراف والهيئات ذات الصلة بمواجهة العنف والتطرف».في شأن آخر، احتفلت دار الإفتاء المصرية، قبل أيام، بتخريج دفعة جديدة من طلبة برنامج التدريب لطلبة العلوم الشرعية التايلنديين في مجال «الفتاوى المعاصرة» في مقر دار الإفتاء المصرية، بالاشتراك مع سفارة تايلند في القاهرة.البرنامج التدريبي استمر لمدة أسبوع بمعدل 20 ساعة تدريبية، موزعة على أيام الأسبوع بمعدل 4 ساعات يومياً.مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء الدكتور عمرو الورداني، قال إن «دار الإفتاء المصرية حريصة على القيام بواجبها في تدريب الأئمة والمفتين، عبر برامج تدريبية تهدف إلى إكساب الطلبة مهارات التعامل مع أهم الأفكار، والتيارات المتطرفة».وأضاف ان «البرنامج تناول موضوعات مهمة عدة، منها مفهوم الحاكمية، وفكرة تطبيق الشريعة الإسلامية، وحتمية الصدام وجاهلية القرن العشرين، وضرورة التعايش، وتكوين الجماعات والتنظيمات السرية في الإسلام، وفتاوى التكفير، وكيفية تفكيكها».وأشار إلى أن البرنامج قام عليه نخبة من علماء دار الإفتاء المصرية الذين يسعَون - من خلال البرنامج - إلى بيان معالم المنهج الوسطي لأهل السنة والجماعة، والوقوف على أسس الأفكار المتطرفة وأهم معالمها ومثالبها، والتعامل مع هذه الأفكار بحكمة أهل السنة والجماعة، وكذلك القيام بدور مجتمعي قوي في رأب صدع ما يتسبب عن ممارسات هذه التيارات المخالفة.
متفرقات - إسلاميات
مفتي مصر يضع المشروع ضمن أولوياته في المرحلة المقبلة ويُسخِّر كل الإمكانات لتحقيق المرجو منه
«تشريح العقل المُتطرف» ... جديد مرصد الفتاوى التكفيرية لمواجهة العنف
08:59 م