للبلدان وجوه حقيقية وملامح من الواقع!وليست مجرّد مساحاتٍ جغرافية، أو قصاصات ورقية على الخريطة!بعض البلدان تنظر إلى السياح بوجه وادع، وابتسامة مشرقة، وتفتح لك ذراعيها بترحاب عاطفي، وتبعث فيك دفئاً من نوع خاص، سواء زرتَها شتاءً أو صيفاً!وهناك دول تتجهم في وجهك، أو تكشر لك عن أنيابها... أو تصرخ فيك بضوضائها المزعجة، كأنها تطلب إليك المضيَّ بعيداً، أو العودة من حيث أتيت!«الراي» تحاورت مع كوكبة من الفنانين والمشاهير، وسألتهم عن ملامح الدول والمدن التي زاروها وهل أحبوها، أم ندموا على زيارتها.ولأن المدن والبلاد تحمل ملامح متباينة... جاءت إجابات المشاهير متماوجة الأحكام ومتناقضة الانطباعات أحياناً، وكما تبدو الجغرافيا واضحةً في ظواهرها، جاءت الآراء أيضاً صريحةً وعفوية... وبلا مواربة!البداية مع المخرج منير الزعبي، الذي عبّر عن تشوقه للسفر إلى بلده سورية، بعد غيابه عنها سنوات طوالاً، متمنياً أن تتبدد سحب الظلام التي خيّمت على بلاد الياسمين والحضارات والأحرار، لتستعيد أناقتها من جديد.الزعبي لم يُخفِ أيضاً عشقه لمصر، موضحاً أنه يحرص على زيارتها متى سنحت الفرصة، ومشيراً إلى أنه زار بلداناً كثيرة من بينها الهند ولبنان والأردن وتركيا، لكنه يُفضّل السفر إلى الأخيرة دون سواها.وأردف: «أحببت تركيا جداً، لأنها تشكل مزيجاً من الشرق والغرب، كما أن طبيعتها خلابة وساحرة، إلى جانب أنها تمتلك حضارة عريقة وجميلة»، مكملاً: «أما أرض الكنانة (مصر) فهي عشقي الكبير، إلى حد أنني اشتريتُ منزلاً فيها، لكي أزورها بين تارة وتارة، خاصة أن والدتي تعيش هناك بمعية أخواتي وإخواني منذ فترة ليست قصيرة، لاسيما بعد الأوضاع المأسوية التي حدثت ولا تزال تحدث في بلدي».وكشف الزعبي عن أنه يحبذ السفر إلى أوروبا، لكن الذهاب إليها الآن بات صعباً للغاية، مفسراً: «لأنني أحمل الجنسية السورية»، ومبدياً في الوقت ذاته أسفه الشديد لمنعه من دخول الولايات المتحدة برفقة أسرته، على رغم من استيفائه جميع الشروط.في هذا السياق، كشفت الفنانة سلمى سالم عن حبها للسفر إلى البلدان الأكثر خضرةً وهدوءاً وسحراً في الطبيعة وخصوصاً الريف الإيطالي، عازية الأمر إلى أن مثل تلك الأماكن تشعرها بالراحة والأمان والسكينة، بعيداً عن صخب الحياة وضوضاء المدن.وتابعت: «أحب السفر إلى البلدان الأوروبية لما تتميز به من الأجواء العليلة، ولست من هواة السياحة في الدول العربية، التي غالباً ما تكون حارةً ورطبة، لاسيما في الصيف»، مبديةً ندمها على السفر إلى لندن وباريس لافتقارهما إلى الهدوء والسكينة، قائلة: «لو كنتُ أعرف أن هاتين المدينتين بهذا السوء لناحية الإزعاج، لما سافرت إليهما أبداً»!أما المؤلف الشاب حمد الرومي فلديه رأي آخر، إذ إنه يفضل البقاء في الكويت خلال الصيف على السفر إلى الخارج، مميطاً اللثام عن أنه زار بلداناً عدة منها أسكتلندا وسنغافورة وإيطاليا، وسويسرا وأستراليا، ومعرباً عن سعادته بزيارته تلك البلدان، التي غرست في وجدانه أجمل الذكريات.ولفت الرومي إلى أنه لم يندم على زيارة أي مدينة، فهو قبل أن يعد حقائبه عادة ما يختار وجهته بدقة بالغة، كاشفاً عن شغفه بالبحث الدؤوب عن المدن التاريخية، أو غيرها مما تشتهر بمقاهيها وأسواقها وأزقتها ومبانيها الأثرية.إلى ذلك، أفصحت مقدمة الأرصاد الجوية في تلفزيون الكويت الزينة اللهو عن عشقها للأراضي البافارية شمال غرب ألمانيا، مظهرةً إعجابها بما تتميز به من مروج خضراء وأماكن تسر النظر وتدخل البهجة في القلب، على حد وصفها، مؤكدة أن أوروبا في الصيف تكون أجمل بكثير من أي قارة أخرى، وذلك لبرودة الأجواء فيها.وتطرقت اللهو في سياق حديثها عن مزاجيتها في السفر، فتارة هي تسافر بغرض التسوق وتارة أخرى تسافر بغية كسر الروتين وقتل الملل، عطفاً على تغذية معلوماتها بالثقافة والمعرفة.واستطردت: «دأبتُ على أن أختار بلداً ذا تاريخ حافل وعريق، لكي أزور متاحفه ومكتباته وقصور من حكموه على مر التاريخ، وكذلك أزور سجونه ومعتقلاته، خصوصاً إذا كان هذا البلد قد خضع لأنظمة دكتاتورية»، مردفةً: «لقد فعلت ذلك عندما زرت معتقل (داخاو) في العاصمة الألمانية ميونخ، وهو معتقل نازي أنشأه هتلر ونُفذت فيه أحداث المحرقة الشهيرة (الهولوكوست)»، ومواصلةً: «أحياناً أسافر لغرض الحصول على بعض الراحة والهدوء، فأختار دولاً صغيرة كإمارة أندورا (حبيسة الجبال) أو جزيرة بالي في إندونيسيا أو بادويزي في ألمانيا أو تلوز الفرنسية، وهي المدينة الهادئة ذات القرميد الوردي».وعرجت اللهو على زيارتها للنمسا قبل بضع سنوات، وتعرضها لمواقف وصفتها بـ«السلبية»، قائلة: «بالرغم من جمال هذا البلد، فإن لديه نظاماً مرورياً متسلطاً، الغاية منه تطفيش السائح واستغلاله بمخالفات مروية ملفقة وغير معقولة (وفقاً لكلامها)، مختتمة بأنها تحبذ السياحة في ألمانيا صيفاً، والسفر إلى تايلند في شهر أكتوبر».من جهته، أزاح الكاتب الشاب محمد النشمي الستار عن المدن التي يحبذ السفر إليها، مبيناً حرصه على زيارة جزر اليونان في صيف كل عام. وكشف عن أنه ينوي قضاء إجازته الصيفية هذا العام بين جزيرتي ميكانوس وسانتوريني، معرباً عن الفرحة العارمة التي تغمره كلما زار الجزر الأوروبية أو الآسيوية، متابعاً: «أحب الأجواء الهادئة والأجواء البحرية، التي تساعدني على الاسترخاء وتنسيني مشاغل الحياة، وبلا ريب فإن جزر اليونان تأتي في صدارة القائمة، فأنا أعشق هدوءها والطاقة الإيجابية التي تمنحني إياها»، ومكملاً: «كل بلد أو مدينة أو جزيرة زرتُها، تركتُ فيها بعضاً من ذكرياتي وأحلامي وأمنياتي، فلم أندم على زيارة أي بلد، وبطبعي أهوى العثور على مناطق جديدة لم تطأها الكثير من الأقدام».وشددت المخرجة والكاتبة والممثلة الكويتية فرح الهاشم التي تقيم في باريس منذ سنوات، على أن لديها شغفاً كبيراً بزيارة «القارة العجوز» بشكل دائم، ومن دون انقطاع، كما لم تغفل قط عن حبها لزيارة بيروت، مشيرة إلى أنها تعتبر لبنان بلدها الثاني إلى جانب الكويت.وتابعت الهاشم: «رغم المتعة التي أجدها في عملي المستمر في الإخراج السينمائي، فإنني لا أتوانى عن زيارة بعض الأماكن التي تزيل عني العناء والتعب في بلاتوهات التصوير».على جهة أخرى، أماطت الفنانة السعودية يامور اللثام عن حبها لزيارة جورجيا، إضافة إلى غيرها من الدول الأوروبية، التي تنعم بالهدوء والجمال الأخاذ، مفصحة عن أن أزمير التركية من أجمل المدن التي تحرص على زيارتها باستمرار، ومبينة في ختام حديثها أنها لم تندم على زيارة أي بلد في العالم، لأنه لكل بلد جماله وسحره وخصوصيته.أما الفنانة عبير أحمد فقد عبَّرت بكلمات قليلة جداً عن استيائها الشديد لقضاء إجازتها هذا الصيف في القاهرة، موضحة أن «السفرة» لم تكن موفقة على الإطلاق، لتعرضها لبعض المواقف التي لم تشأ الإفصاح عنها.