في مشهد طغت عليه الأحزان وغمرته دموع فراق الاحباب، توافد العشرات من ابناء الكويت، لاستقبال شهيدي الدعوة الشيخين الدكتوروليد العلي وفهد الحسيني في المطار الاميري صباح أمس، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، وأسرتي الفقيدين، وحشد إعلامي لافت.وتسابق الحضور للتواجد في مدرج الطائرة قبل هبوطها لاستقبال جثماني الشهيدين رافضين أن ينتظروا في صالة الاستقبال رغم حرارة الجو الشديدة في مشهد مهيب وسيل من الدموع من ذوي الفقيدين.وتقدم عبدالله العلي، النجل الاكبر للشهيد الدكتور وليد العلي، بجزيل الشكر لسمو الأميرالشيخ صباح الأحمد على رعايته الابوية وتوجيهه بإرساله طائرة اميرية لاحضار الجثمانين، كما تقدم بوافر الشكر للشعب الكويتي على حرصه لتقديم العزاء وتفاعله مع الحادث الاليم، في مشهد عبرعن اللحمة الوطنية الكويتية، كون الشهيدين حرصا في حياتهما على اظهار الصورة الانسانية للكويت وسماحة الدين الاسلامي، مؤكداً ان «الكويت حكومة وشعباً لم تقصر مع اسرتي الشهيدين، ما جعلنا نشعر بأن الكويت بيت واحد».من جانبه، قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية فريد عمادي ان «الكويت استقبلت جثماني الشهيدين العلي والحسيني تغمدهما الله بواسع رحمته وقبلهما من الشهداء الابرار واسكنهما الفردوس الاعلى»، مضيفاً ان «هذا المصاب الجلل احزن قلوبنا ولكن لا نقول الا ما يرضي الله، انا لله وإنا اليه راجعون، وأدعو الله عز وجل بأن يلهمنا الصبر السلوان ويأجرنا عنهما خيراً».وتابع عمادي ان «الشهيدين ماتا على خيرعمل تقدما به لله عز وجل، الا وهو الدعوة في سبيله وتعليم الناس الخير، حيث قطعا هذه المسافات الطويلة إلى غرب افريقيا لهداية الناس هناك إلى دين الله الحنيف»، مردفاً ان «من رحمة الله بعباده الصالحين ان ييسر لهم الاعمال الصالحة وحسن الخاتمة وفراق الدنيا بالشهادة».واستشهد العمادي في ختام كلمته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «انتم شهداء الله في ارضه»، حيث لم نسمع احد الا وأثنى على الشهيدين خيراً، وللفقيدين جهود عظيمة في خدمة الدين والدعوة، خصوصاً للدكتورالعلي مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية من خلال عمله اماماً وخطيباً لمسجد الكويت الكبير، وبالرغم من انه استاذ في كلية الشريعة فقد شارك وزارة الاوقاف في اعمال كثيرة جدا ومتعددة، منها جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن التي تحظى برعاية سامية.ولفت العمادي ان«الدكتور العلي كان له اسهامات كبيرة جداً وعظيمة لدفع عجلة العمل في الجائزة، ما ادى لتحقيق انجازات غير مسبوقة لتلك الجائزة»، داعياً المولى عز وجل أن يتغمد الشهيدين بواسع رحمته ويقبلهما من الشهداء الابرار.وفي السياق ذاته، قال يعقوب الحسيني عم الشهيد فهد الحسيني«نحمد الله على شهادة الفقيدين العلي والحسيني في سبيل الله والدعوة لدينه وهو الأمر الذي يتمناه كل مسلم ويسعى له».وأضاف الحسيني ان«الفقيدين قدما الكثير لخدمة دين الله ما جعل بفضل الله الكثير يشهرون اسلامهم على يديهما»، قائلاً: الشهيدان العلي والحسيني جعلانا نفتخر جميعاً بما قدماه في حياتهما... مردفا «راح وليد وفهد ولكن الكويت ولادة وغيرهم كثير على درب خدمة الدين وعمل الخير ومستعدون لتقديم ارواحهم في سبيل الله، وعمل الخير في الكويت لن يقف».واكد ان «مواقف الكويت الخيرية وعلى رأسها مواقف سمو الاميرلا يستطيع احد ان يغفلها او ينكرها»، متمنياً للفقيدين الرحمة والمغفرة وللكويت واهلها الخير والسعادة في الدارين.من جهته، توجه مدير إدارة المسجد الكبير رومي الرومي عقب وصول الطائرة التي نقلت جثماني الشهيدين إلى الكويت بالشكر إلى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية محمد الجبري على متابعتهما المتواصلة والمستمرة لإنهاء جميع ترتيبات رحلة الطائرة الأميرية منذ صدور الأمر السامي بذلك وحتى إقلاعها ذهاباً وإياباً.