تمر ذكرى الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الشقيقة بعد مرور 27 سنة، وذلك في الثاني من اغسطس 1990... هذه الذكرى الأليمة تحمل الكثير من الدروس والعبر.. فقد غزا العراق دولة جارة له، ولم يتوقع احد ان هذه الكارثة التاريخية ستحدث... ولكننا تعلمنا الكثير منها.ولعل اول الدروس من ذلك الغزو، هو ذلك التلاحم والتكاتف بين اقطار الخليج العربية التي وقفت يداً واحدة مع تحرير الكويت حتى تحقق ذلك النصر المؤزر للكويت ولاهل الخليج الذين اثبتوا انهم اليد اليمنى للكويت وقائدها المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ جابر الاحمد الصباح وللشعب الكويتي الأبي الذي دافع عن ارضه حتى عادت محررة، كما كانت في السابق.والدرس الآخر، هو ذلك الموقف التاريخي للدول الصديقة التي وقفت مع الحق ضد الظلم الذي وقع على الكويت، سواء كانت هذه الدول من اوروبا او الولايات المتحدة او بعض الدول الاسيوية والافريقية، وهو ما يشكل مدى التعاطف مع الكويت في محنتها خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكويت والخليج.ذكرى الغزو نستخلص منها ايضاً درساً مهماً، وهو العمل على تحقيق الاعتماد على النفس في كل شيء. فوجود جيش كويتي وخليجي بات من الضرورة، والاعتماد على تنمية وتشجيع الاقتصاد الوطني من العوامل المطلوبة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الامن الغذائي. كما ان الاهتمام بالنسيج الاجتماعي ونبذ ثقافة الكراهية وتوحيد الصف الخليجي من الامور التي لا يجب اغفالها في هذه الذكرى لكي تشب شعوبنا على الوعي وعدم الفرقة بين الاهل والاقارب في مثل هذه الظروف.ودول الخليج مطالبة بالفعل في التأكيد على هذه الوحدة إذا اردنا البقاء كقوة اقتصادية ضاربة على الساحة العالمية. ومن عوامل تلك القوة ايضاً، المحافظة على كيان مجلس التعاون الخليجي، ذلك البيت الذي لا غنى عنه في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها دولنا وشعوبنا في هذه الايام الحرجة.حفظ الله الكويت من كل مكروه وأدام عليها الامن والامان والاستقرار في ظل ربان سفينتها صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد حفظه الله... اللهم امين.كلمة أخيرة:ذكرى غزو الكويت تتطلب وقفة خليجية واحدة مع كل اقطار المنطقة من اجل الوحدة وترك خلافاتنا الجانبية، لانه لا يقوم لنا أي كيان ولا نقف على اقدامنا الا من خلال وحدة الكلمة وتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا.Dr.alkuwari@hotmail.com
مقالات
علامة استفهام؟
ذكرى الغزو... لن ننساك يا كويت
11:56 ص