أعطى تبادُل عدد من الجثث بين «حزب الله» و«جبهة النصرة» يوم أمس، إشارة الانطلاق لبدْء تنفيذ الصفقة المتعددة العناصر التي علّق الحزب في سبيل بلوغها العملية العسكرية التي كان أطلقها قبل عشرة أيام في جرود عرسال اللبنانية (وامتدادها السوري في القلمون الغربي) بمؤازرة من الجيش السوري.واعتُبر تسليم «حزب الله» تسعة جثث لمسلحّين من «النصرة» مقابل تَسلُّمه جثث 5 من عناصره (اثنان سقطا في معارك الجرود و3 سبق ان قضوا بمعارك في سورية قبل نحو عامين) بمثابة تَطوّرٍ أريد منه توجيه رسالة بأن «صفقة الجرود» (يرعاها جهاز الأمن العام اللبناني وقائده اللواء عباس إبراهيم) تسير وفق المرسوم لها ولا سيما مع انتهاء مهلة الأيام الأربعة التي كانت حُدِّدت لوقف إطلاق النار، على ان تُتوَّج الصفقة بعد اكتمال محطاتها تباعاً بانسحاب كل مسلّحي «النصرة» وأميرها في القلمون (ابو مالك التلي) نحو إدلب.وفيما شخصت الأنظار طوال يوم أمس على بلدة اللبوة التي شهدت عملية التبادُل وسط تأخير طرأ نتيجة حرص «حزب الله» على إجراء فحوص «دي ان اي» للتأكد من هوية 3 من الجثث العائدة لعناصره قبل تسليم «النصرة» الجثث التسعة، فإن الاهتمام بقي منصبّاً على المراحل اللاحقة من الصفقة التي تشتمل في كلّيتها، كما كانت مصادر مطلعة أبلغت إلى «الراي» سابقاً، على نقاط عدّة أبرزها إفراج «النصرة» عن 8 أسرى لـ «حزب الله» (خمسة كانوا أسرى منذ عامين وثلاثة وقعوا في قبضة «النصرة» بعد وقْف معارك الجرود الأخيرة) وتسليم أقلّ من 30 جثة تعود لمقاتلين من الحزب ولعناصر من الحرس الثوري الإيراني قضوا في معارك العيس بسورية وضمان انتقال مسلّحي «الجبهة» من جرود عرسال مع سلاحهم الخفيف عبر «خطٍّ آمِن» إلى إدلب، مقابل تَسلُّم «الجبهة» نحو 30 جثة لمقاتليها في قبضة الحزب، وأيضاً السماح لمَن يرغب من مسلّحيها و«سرايا أهل الشام» (بقايا الجيش السوري الحر) باصطحاب عائلاتهم من مخيمات النزوح في عرسال إلى إدلب.وإذا كان وقوع العناصر الثلاثة الجدد من «حزب الله» في الأسْر شكّل معطى وسّع دائرة التفاوض وشروطه التي يرجّح انها تتضمّن بنوداً لم يُكشف عنها، فإن بلوغ عدد النازحين الذين سجّلوا أسماءهم للمغادرة مع عناصر مسلّحي «النصرة» (عائلاتهم وآخرين) الى إدلب نحو 6 آلاف، مقابل نحو 3 آلاف تسجّلوا للتوجّه مع عناصر «سرايا أهل الشام» إلى القلمون الغربي وبلدة الرحيبة في القلمون الشرقي، تسبّب بتعقيدات لوجستية ليس أقلّها تأمين العدد الكافي من الحافلات الخضر.وتشير المعطيات إلى ان اكتمال فصول الصفقة مع «النصرة» يحتاج إلى وقت سواء في ما خص الجثث الباقية أو بدء انتقال المسلّحين والمدنيين على دفعات، على أن يتمّ مع وصول كل دفعة بأمان إلى إدلب أو مداخلها، إطلاق أسير أو أكثر من «حزب الله».