قرأت مقال الكاتب علي خاجة المنشور الأسبوع الماضي في جريدة «الجريدة» تحت عنوان «خلية الشيعة»، ولأنك صديق عزيز وزميل سابق أيام الدراسة وكذلك في انتخابات الجامعة، كان لا بد يا أخي علي وأنا متأكد مما تحمله من ولاء وحب وعطاء لهذا الوطن وغيرك الكثيرون كذلك، أن أوضح لك ما يلي...إنني متيقن تماماً أنك تحمل حرقة وألما ووجعا في قلبك لما وصل له الحال من تشكيك وتخوين للبعض تجاه الآخرين، وأشاطرك أنا الرأي في ذلك، فهو واقع لحال فرضته الأحداث الداخلية والخارجية، شجعته في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت للجميع من عاقل وواعٍ ومتزن، وساقط ومنحط ومؤزم، الحديث بلا حدود أو حواجز.ولنبدأ بالقول، إنه كما أن هناك من يشكك في ولاء المذهب الآخر للكويت، والشواهد على ذلك كثيرة، فإن الفئة الكبرى لا تزال ترى أن الكويتيين سنة وشيعة وبدوا وحضرا، جسد واحد، وأنه من دون هذه اللحمة والترابط بين أبناء الوطن، لما تجاوزنا الآلام والأحداث المأسوية التي مرت على الكويت والتي ذكرت بعضها في صدر مقالك.ودعني لو سمحت لي أن أبين لك، أن هذه الفئة العفنة من المجتمع التي تقتات على التناحر الطائفي، كما هي موجودة الآن كانت كذلك في السابق وربما أكثر، إلا أن حرية الرأي وازدياد عدد الصحف والمجلات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ـ ساعد رؤيتها على الانتشار ليطفو على سطح عقول المندفعين بلا عقل أو تفكير، ليس أكثر!ودعني أوضح لك، أن من يروج لفكرة أننا نعيش في حرب أهلية بلا سلاح، أياً كانت أهدافه، إلا انها لا تعني بأي حال من الأحوال أن نستسلم لواقع، قد تراه كريها ومزعجا، بل الأوجب، وهو ما أعرفه عنك وعن غيرك من أصدقائي وأخواني الشيعة، أن نستمر في العمل وبكل ما نملك من وسائل على مبدأ الوحدة الوطنية، التي ستجدها حاضرة وبكل قوة في كل أزمة تمر على الكويت!ودعني أؤكد لك، أن الشيعة في الكويت كما هم السنة لهم نفس التقدير والاحترام والحقوق والواجبات والمسؤوليات تجاه هذا الوطن، أكده ذلك الدستور والقانون والأمير والقيادة السياسية، وأن الانتماء للمذهب الشيعي ليس سُبة، وأن الكل حر في معتقداته وفرائضه، طالما كان ذلك لا يؤثر على المصلحة والأمن العام! فقد تعايش السنة والشيعة منذ تأسيس الكويت الأولى على ذلك وكانوا على هذا النهج، وسيظلون بإذن الله على ذلك.ودعني أجزم لك، وأنت خير العارفين، أن ما يحدث من تفريق وتشتيت وتمزيق لنسيج الوطن وبث بذور الفتنة والشحن الطائفي، ما هو إلا وسيلة للوصوليين وغاية لتحقيق أهدافهم الشخصية ومآربهم الآنية، علىى حساب وطنهم ليس إلا!ختاماً، أدعوك يا أخي علي، ألا يتمكن الشك والخوف والهلع منك ومن غيرك، فلولا المخلصون من أبناء هذا الوطن، لما وصلت الكويت لما هي عليه الآن! فيداً بيد كل من يهمه شأن هذا البلد، سنعيده كما كان، والله المستعان!Email: boadeeb@yahoo.com