بدأتْ في بيروت ملامح محاولةٍ لاحتواء التشظيات السياسية لمعركة «حزب الله» في جرود عرسال بعدما كاد المشهد الداخلي يستعيد حال «التمتْرس» حيال العناوين الإشكالية ذات الصلة بسلاح الحزب وأدواره في لبنان والمنطقة.ففيما كان «اتفاق الجرود» يشقّ طريقه لإنهاء المواجهة مع «النصرة» بانسحاب «بقاياها» الى إدلب، بدا المسرح اللبناني منهمكاً بالمساعي لإعادة الانضباط تحت سقف التسوية السياسية التي أعاد رئيس الحكومة سعد الحريري التأكيد عليها من واشنطن حين أعلن أنه كان يفضّل ان يقوم الجيش اللبناني بمعركة الجرود وانه لا يودّ رؤية الحزب في سورية «ولكنّهم لن يوافقوا على ما أقوله»، موضحاً «الخلافات التي لدينا مع حزب الله هائلة وعليّ ان أتخذ قراراً، هل ان أدعها تنعكس على الشعب اللبناني وعلى الاقتصاد والحكم والتشريع في لبنان؟»، ومضيفاً «حكومتي تعهّدت أنها ستحيد بنفسها عن هذه الاختلافات لأن بيننا قواسم مشتركة كثيرة أكان في الاقتصاد او امن واستقرار لبنان».وأكمل الحريري، الذي التقى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخزانة ستيفن مانوشين قبل ان يجري محادثات في الكونغرس، مساعيه مع الإدارة الأميركية التي كان بدأها مع الرئيس دونالد ترامب للحدّ من تأثيرات الرزمة الجديدة من العقوبات المالية بحقّ «حزب الله» على لبنان وقطاعه المصرفي وتحييد استقرار البلاد عن اشتداد المواجهة الأميركية - الايرانية عبر عدم تحميل بيروت وزر تفكيك المشكلة الاقليمية التي يمثّلها «حزب الله».ولم يَخرج الكلام الذي أدلى به وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه مع الرئيس ميشال عون عن الموقف الاحتوائي للحريري رغم انتقاده «الطريقة الوحشية من إعلاميين وسياسيين» على خلفية النقاش الخلافي حول قيام «حزب الله» (وليس الجيش اللبناني) بالعملية العسكرية ضدّ «النصرة» والهجوم على الرئيس فؤاد السنيورة، متمنياً على عون معاودة إحياء طاولة الحوار لاستكمال مناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع لتحديد دور سلاح «حزب الله».
خارجيات
الحريري يُوازِن بين خلافه الهائل مع «حزب الله» والحاجة إلى حماية الاستقرار في لبنان
01:17 ص