في 18 يونيو الماضي، قال القضاء الحق كلمته وصدرحكم محكمة التمييز في قضية «خلية العبدلي»، لتنتصر الكويت باكتشافها عناصر إرهابية أرادت بالوطن وأهله السوء، فرد الله كيدهم وكشف سوء أفعالهم وفضح نواياهم المدمرة وتعاونهم المخذل مع جار السوء إيران و«حزب الله» اللبناني.مواطنون كويتيون ومعهم مفرقعات ومتفجرات واسلحة وذخائر حية ورشاشات وأجهزة تنصت، بالتنسيق مع دول وقوى خارجية تكفي لهدم بلد بأكمله! كانوا يهدفون من ورائها لارتكاب جرائم إرهابية، ليس لها هدف سوى زعزعة أمن الكويت واستقرارها وطمأنينة أهلها، فاستحقوا بفضل حكم المحكمة جزاء أفعالهم الخبيثة، فلهم في الدنيا خزي، وبإذنه تعالى في الآخرة عذاب جراء فعلهم المشين الذي كان يهدف أولاً وأخيراً إلى مس وحدة الكويت وسلامة أهلها وأرضها.لقد أثبتت الأيام أن الكويت باقية بفضل الله وأبنائها المخلصين وأن الجميع زائلون، وأن لا شيء أعلى وأسمى من الوطن، الذي وفر لنا وللجميع، سبل العيش الكريم من التعليم والسكن وحرية الرأي والتعبير والرخاء وغيرها، حتى أصبحنا على ما عليه الآن من نعمة الأمن والأمان وغيرها من النعم.إن من المحزن حقاً، وإن لم يكن مستغرباً، أن تعلن وزارة الداخلية أن 16 من المحكوم عليهم في القضية متوارون عن الأنظار وأنها ما زالت تبحث عنهم، داعية المواطنين إلى مساعدتها في تقديم المعلومات التي قد تساعدها في الاستدلال عليهم. لم يكن أي من هؤلاء المجرمين قاتلاً أو سارقاً، بل كان إرهابياً مجرماً متآمراً على وطنه، حتى يغفل ما يسمى العيون الساهرة عنهم طوال فترة تداول المحكمة لقضيتهم! فأين أنتم عنهم يا وزارة الداخلية؟ سؤال يستحق التفكير والبحث والإجابة.لقد سبقت إحدى الصحف، وزارة الداخلية الأسبوع الماضي، عندما نشرت خبراً مفاده بأن 14 من المتهمين قد رحلوا من البلاد يوم صدور حكم محكمة التمييز عن طريق البحر عبر زوارق نقلتهم من شواطئ الصبية إلى الأراضي الإيرانية، ليفروا من العقاب بلا عذاب ولا حساب بعيداً عن أنظار العيون الساهرة! فهل هذه حال كل متخاذل ومتعاون ضد البلد؟نعم لم أكن مستغرباً عندما قرأت الخبر وكذلك بيان الداخلية، فقد لحق متهمو «خلية العبدلي» بـ «قروب الفنطاس» وياسر الحبيب وفهد الرجعان وغيرهما ممن فروا من تنفيذ أحكام القضاء من دون رقيب أو حسيب، وربما برعاية ومباركة من أطراف متنفذة فمن يدري؟ لينعموا بالعيش خارج البلاد طلقاء سرحاء!لقد اختصر النائب رياض العدساني كل ما كنت أود أن أقوله من خلال حسابه الخاص في موقع «تويتر»، عندما قال: «القبض على الهاربين المنتمين إلى خلية العبدلي مع محاسبة كل من تخاذل وساهم في هروبهم أو استجواب وزير الداخلية... رفعت الأقلام وجفت الصحف».في الختام، أود أن أقول، كما ذكرت في مقال سابق، إنه ورغم كل الأزمات والمحن والمشاكل والمساعي التي لا تريد الخير للكويت وأهلها، سنعبر كل ذلك بفضله تعالى، ونقول لكل متربص بالكويت «خودا حافظ»!boadeeb@yahoo.com
مقالات
اجتهادات
وأيضاً... «خودا حافظ»!
02:06 م