شعورك بالوطنية يدفعك إلى المشي في طريق مستقيم لا إعوجاج فيه، مهتديا بهدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما جاء أولاً في القرآن الكريم وعلى المستوى الدنيوي، فإن مشيتك يجب أن تكون حسب النظم والقوانين والإجراءات السليمة، واجتماعيا تستدعي الضرورة أن تكون صورة أخلاقية لمفهوم المواطنة الحقيقية تعتمد عليها في الحكم «الحالة التسببية» لأي قول أو فعل تنوي الإقدام عليه كي لا تصيب قوماً أو المؤسسة التي تعمل بها بجهالة تنعكس سلبا على المحيط الذي تعيش فيه!يقول الله عز وجل في محكم تنزيله «أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي على صراط مستقيم»، وهذا القول فيه معنى بليغ من الجانب الإيماني وانعكاسه تصويريا واضح في الحياة وشؤونها.تتابع أخبار عن اكتشاف حالات تزوير «شهادات مزورة? تصريحات مزورة? تغريدات مزورة? وقيادات مزورة وأدوية مزورة وتنفيذا للمشاريع بصور مزورة». ويأتيك خبر الطبيب المزور في وزارة الصحة وقبله العسكري القيادي المزور مروراً بحكايات تزوير حتى في الأقوال وطريقة الكسب، والسبب يعود لنا نحن جموع الناس.فهمنا للمواطنة الحقيقية تعرض لكثير من الغش والتدليس وأضحت الشوائب ملصقة في جوانب مفاهيمه حتى أصبح المنادي بالإصلاح متهما بالسير عكس التيار، ولهذا السبب كثر لدينا المزورين وغاب عنا المصلحون.حتى في طريقة اختيارنا لمن يمثلنا في البرلمان وفي قيادة المؤسسات العام منها والخاص، أصبحنا مزورين بامتياز لأننا لم نمش على هدى «الصراط المستقيم»، وهو تصويريا في الدنيا وأمورها تتمثل بالنظم واللوائح والقوانين المنظمة لأي إجراء يتخذ.لاحظ الهيئات التي تم إنشاؤها أخيراً والحديث اليوم عن فصل التطبيقي عن التدريب: فهل كل ما يقر صادر من قناعات توصلوا إليها بعد دراسات مستفيضة أم انها فقط لــ «تفريخ» مؤسسات كي يتم تنصيب «الأحباب» على مناصبها القيادية، ولاحظ في وزارة الصحة وغيرها كم من منصب قيادي شاغر لم يتم تعيين أحد فيه!الكويت تستحق الأفضل... والأفضل هنا يجب حصره في معيار الكفاءة والجدارة المفعم بالحس الوطني وإن لم يتسن لنا هذا التغيير، فسنظل مزورين بامتياز في كل شيء، والخاسر هو «الكويت»!الوطني... فقط الوطني يكسب الجولة إذا كان متسلحاً بالعلم والخبرة والمعرفة (الثقافة الصالحة) و«مو شرط يكون من ثوب الجماعة هذه أو تلك» و«مو شرط يكون من مرددي قول (كل شيء تمام)»... بعض المشاكسين أنفع بكثير من مجموعة لا تعلم ماذا يدور خارج المكتب ومحيط المؤسسة!يحزنني هرولة الكتل وبعض الرموز وراء معطيات واهية... ويحزنني ملاحظة موقع الكويت في ذيل القائمة، وهي دولة صغيرة نستطيع تحويلها إلى واحة جميلة تعمل مؤسساتها وفق أفضل السبل من صياغة رؤية واقعية قابلة للتنفيذ? ووضع أهداف وإستراتيجيات عمل وإدارة وتشغيل ورقابة مؤسساتية.يحزنني كل هذا وذاك.... لكن تبقى القناعة راسخة غير قابلة للتغيير مهما كانت المغريات بأن الوطني الكفاءة يكسب ويرفع من شأن الوطن ومؤسساته وأفراده حكومة وشعباً، والبداية من التعليم والصحة وتغيير القيادات من دون تزوير طبعاً... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
الوطني... يكسب!
01:16 م