على مدار ساعتين من الوقت، اجتمع ما يقارب الأربعين رجلاً وأحيوا ليلة فنية كويتية تراثية شعبية!نعم، هذا ما قدمته فرقة «فهد بن حسين» للفنون الشعبية مساء أول من أمس في متحف الكويت الوطني، ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 12» الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.ليلة أعادت الحضور إلى الماضي الجميل، حيث بدأت الفرقة مع الفن العاشوري، والذي يستخدم عادة في حفلات الزفاف لدى دخول المعرس، بعدها قدم أعضاء الفرقة ما يعرف باسم العرضة العميرية، والتي تعتبر من العرضات القديمة في الكويت، فنالوا تصفيق الحضور، ليأتي بعدها دور الفن الخماري والذي يدرج تحت باب الفنون البحرية القديمة التي تكاد تندثر حالياً بسبب عدم وجود من يحافظ عليها من الفرق الشعبية أو من جيل الشباب.الوقت يمر بسرعة وفرقة «فهد بن حسين» ما زالت تقدم ما تمتلك في جعبتها من فن بكل طاقة وحيوية، حيث قدمت أيضاً لوناً فنياً يتميز به أعضاؤها، وهو فن المجيلسي الذي يعتمد على إيقاع خفيف ويقوم على الغناء والرقص بالخيزران، حيث كان الكويتيون السابقون يرقصون هذا اللون الفني في «البراحة» بأعداد كبيرة جداً وهم حفاة الأقدام. ومع انتهاء هذه اللوحة، قدمت الفرقة اللون الحدادي ومن ثم «مخالف»، وهما من فنون العمل في البحر، ليأتي بعدها دور الفن السامري والختام كان مع فن اللوية.ومع انتهاء هذه الحفلة، صرّح مدير الفرقة عبدالله فهد بن حسين لـ «الراي» قائلاً: «الفن الشعبي الكويتي ما زال له جمهوره الكبير الذي يحرص دوماً على سماعه، خصوصاً عندما نسافر إلى الخارج، لاسيما في الدول الغربية والأوروبية، حيث تجدهم يستمتعون بالاستماع إلى ما نقدمه لهم، باعتبار أنه فن غريب لم يعتادوا على سماعه. فطريقة الغناء تختلف وحتى الإيقاعات والحركة أيضاً. لذلك، ومن باب الفضول والمعرفة حتى وهم لا يفهمون الكلام الذي نقوله، يصبح التركيز منصباً علينا».