على مدار عشرات السنين كانت البيئة ذات أجواء نظيفة وقادرة على فرض شروطها وقوانينها على الإنسان في كل المجتمعات، ما جعل الكثير من الأشخاص يتنافسون ويتعاونون من أجل إبقائها بيئة أخلاقية ذات جودة عالية، وتتعامل مع المُثل والأخلاقيات والمبادئ في إطار قوانين موضوعية تتناسب وتتوافق مع أفراد المجتمع، لكن الأمر أخذ في التغير تدريجياً، حيث إن كثيراً من الناس أثقلوا كاهل القوانين، بتلويث البيئة الأخلاقية عن طريق التجاوز والتعدي على حقوق المجتمع وأفراده.على الرغم من سيطرة كثير من الأفراد على إبقاء بيئتهم نظيفة وذلك باتباعهم والتزامهم الأدبيات والأخلاقيات المفروضة عليهم حتى وإن تخلفوا مرات نادرة، إلا أنه مازال يوجد من فقد الشعور بالمسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه، فبدأ بتلويث المحيط والبيئة بسلوكيات وممارسات لا أخلاقية أفقدته كل المقومات الأساسية التي فُطر وجُبل عليها، عندما خالف فطرته وتخلى عن مبادئه وقناعاته المستمدة من القواعد الثابتة، انتشر التلوث الأخلاقي بطريقة التفكير ومن ثم انعكس على المشاعر والسلوك.أضحى التجاوز على حقوق الآخرين ديدن الكثير من الأشخاص في المجتمع، ومؤسف جداً عندما يكون هذا التجاوز في حرم وصرح تربوي مثل جامعة الكويت، لم يعد الفرد متوازناً، أصبح التطرف حاضراً ومتواجداً بحياته اليومية بكل فكرة وشعور وسلوك، التجاوز إما أن يكون بلبس غير لائق للجامعة أو انتشار التدخين بالشيشة الإلكترونية وأنواع السجائر من دون مراعاة لحقوق الآخرين. قلناها مراراً وتكراراً، حريتك تنتهي عندما تتعدى على حرية غيرك، ويا له من تعدٍ فهو يتعدى ويتحدى البيئة ويصر على تلويثها وإصابة الآخرين بأمراض لا حصر لها، حال الطالب يتدهور، ونزيف الممارسات الخاطئة يصعب السيطرة عليه، وهذا شيء يدعو إلى الأسف والأسى، وكل هذا على مرآى ومسمع المسؤولين في الحرم الجامعي.إن النصوص التي تحث الإنسان المسلم على تزكية النفس وتنقيتها وحماية بيئتها الداخلية والخارجية من الثلوث الأخلاقي وعدم الإسراف في ارتكاب الأخطاء والتجاوز على حقوق الغير، كثيرة، ولكن العيب ليس في النصوص، العيب كل العيب في الفهم الخطأ للنصوص والتفسير على الهوى. أيها الإنسان لا تعبث ولا تخرب بيئة مجتمع مرتكزه الدين والعادات والتقاليد المعتدلة المتوازنة، إن لم تربَّ في أسرتك على احترام نفسك واحترام حقوق الآخرين، فلا بد أن يُشرع قانون ويطبق ليربي كل من يتعدى ويتجاوز على غيره ويتعمد الضرر به. دعونا نرتقى بأخلاقنا ونحفظ حقوق الآخرين كما نحفظ حقوقنا، ونحافظ على بيئة مجتمعنا ونجعلها بيئة نظيفة خالية من الممارسات اللاأخلاقية التي تضر بالمجتمع وأفراده.m.alwohib@gmail.commona_alwohaib@
مقالات
رأي قلمي
شيشة إلكترونية...!
01:39 ص