قصة تغيير

أمور عديدة تتغيّر... قد يكون تغيّرها للأحسن بنظر البعض والبعض الآخر له رأي آخر.من الأمور التي تغيرت في الآونة الأخيرة قوانين كرة القدم... اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم.قام الاتحاد الدولي والجهات المختصة بالعديد من الدراسات...وأخذ رأي الخبراء والمختصين بعد ذلك.كان التغيير بإضافة التلفزيون للعبة... أي من حق الحكم أن يستعين بالتسجيل التلفزيوني لاتخاذ القرار أو لاحتساب هدف أو إلغاء هدف أو حتى طرد لاعب!إنه تغيير جذري بقوانين هذه اللعبة الشعبية.هناك فئة من الجمهور عارضت هذا التغيير، باعتبار أن الغش في لعبة كرة القدم بحد ذاته فن ومتعة للفريق الفائز.وإن كان جمهور الفريق الخاسر لا يعجبه هذا الطرح، لكن هناك فئة من الجمهور الخاسر تؤيد عدم استخدام التسجيل التلفزيوني لاتخاذ القرار، لأنه باختصار اعتاد على الغش.إذاً، لنأتِ لما نود أن نطرحه...قرر ديوان الخدمة المدنية فرض البصمة للحضور والانصراف لجميع موظفي الدولة باستثناء من يحمل شهادة إعاقة شديدة أو متوسطة... ومن هذه الفئات من تعدى 25 سنه خدمة.الغريب أن القرار سيبدأ نفاذه من أكتوبر و ليس الآن... أي أن من اتخذ القرار يملك في قلبه من العاطفة الشيء الكثير... إذ إنه لم يطالب بتطبيق القانون بالإجازة الصيفية!من اعتاد خلال 25 سنة التي خدم بها على عدم الإخلاص والانضباط في العمل... ومن اعتاد على الاستهتار في العمل لمدة 25 سنة، بالتأكيد لم ولن يرضى بهكذا قرار وسيحاول هو ومن على شاكلته فعل المستحيل لإلغاء هذا القرار.وفي المقابل، فإن من اعتاد على الانضباط والإخلاص في العمل، سيعارض هكذا قرار، لأن فيه انتقاصاً من كرامته ومن سمعته كمخلص في العمل وتشكيك بأمانته التي يعتز بها.إنه قرار مثل قرار اللجوء إلى التسجيل التلفزيوني بكرة القدم... لكن القائمين على كرة القدم قاموا بتطبيق القرار في بطولة ليس لها أهمية، وبعد البطولة أعلنوا أنهم سيدرسون النتائج ويشاورون الخبراء قبل تعميم القرار.ومنا إلى ديوان الخدمة، قبل أن يفتح نوابنا الأفاضل أدام الله ظلهم باب النقاش.