جاء في «الراي» عدد الجمعة الماضي، خبر «إنذارات نيابية باستجوابات في أكتوبر تشمل رئيس الحكومة و5 وزراء».النائب عبدالوهاب البابطين، سيقدم استجواباً إلى رئيس مجلس الوزراء حول المليارات الثلاثة والـ 800 مليون التي صرفت من دون سند قانوني... واختتم الخبر بوصف النائب السبيعي الأوضاع بأنها «مو زينة»!نعم الأوضاع «مو زينة» والاستجوابات لا تأتي عبر إنذارات... إن الاستجواب أداة دستورية تستخدم من قبل النائب متى ما رأى عدم تجاوب من قبل الوزير المعني في قضايا محددة لديه أدلة حولها!ونعم الأوضاع «مو زينة» لأن الخلل ليس في النواب ولا الوزراء، بل فينا نحن جموع الناس: كيف؟نحن شعب يجيد القراءة والكتابة? يجيد منهج «التحلطم»، وتبحث الأغلبية عن مخرج يوجد الحلول من دون عناء.نحن شعب نطالع ما يتصدر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي من أخبار مؤلمة على الصعيدين المحلي والإقليمي، ولا نفهم ما يراد منا فعله ونترك المهمة بأسرها للنواب... والنواب يدخلون المجلس عبر شعارات معارضة وبعد وصولهم تجد الشعارات «باح». ونذكر هنا بوصف النائب عمر الطبطبائي الذي جاء فيه «كل نائبين لهما أجندة».إذا كان النواب لا يحملون أجندة إصلاحية، فالاستجواب وإن قدم فلن يحل ما جاء في المحاور بعد أن تحصد الحكومة العدد الكافي لتجاوزه.أعتقد أن الأمر أكبر من تهديدات/إنذارات باستجوابات? فنحن نعاني من سوء إدارة وقيادة لمؤسسات الدولة ولم نجد قياديا واحدا تمت محاسبته... واسألوا عن موقع الرجعان: أين هو؟الفلوس لا تخلق جيلا متعلماً!الفلوس لا تجلب خدمات صحية!الفلوس لم تقض على الازدحام المروري!الفلوس لم تخلق جيلا يحسن استخدام مساءلة النواب!لا نريد استجوابات تقدم بقدر حاجتنا إلى إيجاد مبادرات طيبة تخلق توازنات بين الوضع المحلي والإقليمي الذي حل بسببه مجلس الأمة السابق.لا نريد استجوابات تنتهي بمباركة للوزير على نيل الثقة أو مباركة للنواب بإزاحة وزير من موقعه!نريد استجوابا لذوات أنفسنا... فهل ندرك خطورة الأحداث التي تجري من حولنا؟ وهل تستوعب الحكومة ضرورة العمل بتنصيب الكفاءات وإزاحة المعرقلين للعملية الإصلاحية لتكسب رضا المواطن الكويتي؟نريد أن نستجوب نوابنا... إذا كان الخلل موجودا ومثبتا في محاور استجوابات مضت منذ سنوات خلت? فلماذا لا يتفق النواب ليشكلوا «لوبي» إصلاحياً يحمل أجندة تصاغ بنودها من قبل أصحاب الاختصاص، ومن ثم يتم رفعها للحكومة كبرنامج عمل يكون هناك تعاون حوله وتنفيذه وفق جدول زمني محدد!اتركوا عنكم «دغدغة» مشاعر الشارع الكويتي... فالساحة الإقليمية «تغلي» والساحة المحلية «تعاني» من ضعف في المستوى القيادي مثبت منذ العام 2004 في تقرير قدمته شركة «ماكينزي» العالمية للحكومة الكويتية? واتركوا عنكم الإنذارات وأنتم تبحثون عن «وساطات لربعكم» والحكومة تريد أن «تعين ربعها»، والخاسر نحن جموع الناس.هاتوا لنا مبادرات إصلاحية يتفق عليها النواب وطالبوا الحكومة بتطبيق القانون ولتكن البداية من «الفلوس» التي لم توجد تعليماً، صحة، شوارع بلا زحمة، وحكومة إلكترونية، والبحث عما يتطلع له السواد الأعظم من جموع الناس، وبعدئذ لا بأس من توجيه الإنذارات!... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
الأوضاع «مو زينة»!
01:17 م