«أريد عملاً يكشف عن طاقاتي الإبداعية»!إنها الفنانة هند البلوشي، التي تعتبر نفسها حريصة على ما تختاره من أعمال فنية، من أجل الجمهور، وكذلك لإرضاء نفسها المحبة للفن.«الراي» تحدثت مع البلوشي، معلمة اللغة العربية التي قررت قبل سنوات أن تنتقل من التعليم إلى عالم الفن باتساعه، لكنها لم تلبث أن تغيبت عن الساحة الفنية عمداً هذا العام، قاصدةً العاصمة المصرية القاهرة، كي تنخرط في دراسة الماجستير في النقد بأكاديمية الفنون، تقول: «حتى أستكمل ثقافتي الفنية، وأُحسن اختيار أعمالي».هند أماطت النقاب عن أنها تعكف حالياً على كتابة نص سيجمعها مع شقيقتها مرام البلوشي، معتبرةً - في زاوية أخرى - «أن البعض يزاول النقد في الكويت بعيداً عن الثقافة النقدية الحقيقية»، ومشيرة إلى أنها اكتشفت هذا الأمر بعد تعمقها في الدراسة في القاهرة... وتطرقت إلى قضايا شخصية وفنية عدة تأتي تفاصيلها في هذه السطور:• بدايةً، لماذا كانت إطلالتك خفيفة في دراما رمضان الماضي.- صحيح، فقد اكتفيتُ هذا العام بمسلسل «دموع الأفاعي»، ولم يكن دوري فيه من أدوار البطولة.• لماذا، رغم أنك عادةً كنتِ تشاركين في البطولة؟- الحقيقة أنني طوال الأشهر الماضية كنتُ منهمكة في الدراسة التي استغرقت كل وقتي.• إذاً، ماذا عن دراستك.. هل من تفاصيل؟- بالفعل... انتهيت حالياً من السنة الأولى في دراستي، حيث التحقت بأكاديمية الفنون في مصر، وأدرس للماجستير في المعهد العالي للنقد الفني، وهناك بطبيعة الحال سفر دائم إلى القاهرة، لضرورات الحضور ومتابعة الدراسة.• تغربتِ إذاً، وتركتِ ديرتكِ وأبناءكِ لتدرسي النقد... ما علاقتك بمن ينتقدك على أي شيء؟- كما قلتَ، تركتُ أبنائي كي أعرض نفسي للنقد.. ودراستي في هذا الفرع المعرفي سوف تفيدني سواء في الكتابة أو التمثيل أو الإنتاج، لأن النقد سيعينني على أن أعرف خطواتي، وعندما تكون لديّ شهادة ودراسة في النقد سأختلف عن ذلك الذي ينتقدني لمجرد النقد.• وكيف تقيِّمين النقد في الكويت من واقع دراستك لأصوله وقواعده في مصر؟- لا أُخفيك سراً أنني صُدمتُ كثيراً، ومع احترامي لكل الأقلام التي تكتب، وبصراحة شديدة اكتشفتُ أن الكثيرين لا يمارسون النقد عن ثقافة، وعندما تغربتُ ودرستُ وجدتُ أن كل ما يحدث من قبيل سوء الفهم لمصطلح النقد، ففي النقد لا توجد صيغة «أفعل تفضيل»، وإن كتبتُ أن العمل متكامل وشامل ستنقص مني درجات، وهناك مصطلحات ليس لها وجود في الأساس، ومن الضروريالالتزام بالموضوعية، إذ لا يجوز وضع ذاتيتي في النقد.• وهل تقف دراستك واغترابك وراء الحد من مشاركاتك الفنية، ودفعاكِ إلى الاعتذار عن عدد من الأعمال؟- الحقيقة أنه ليس لديَّ منتج ينسق لي، وأوقات التصوير تتضارب مع أوقات حضوري في الدراسة وخصوصاً مواعيد اختباراتي، وتصادف أن كان تصويري في مسلسل «دموع الأفاعي» في المدة الواقعة بين الفصلين الأول والثاني، وصورتُ مشاهدي كلها في شهر واحد، إذ جمعوا لي كل المشاهد، ولم أكن مشغولة إلا بهذا العمل فقط. ولا أقول إن العمل غير جميل، بل على العكس العمل يشتمل على قصة جميلة، والدور المسند إليّ أعجبني.• لاحظتُ أن الدور مركب نوعاً ما... فأنتِ تتحولين من المرح إلى الكآبة؟- صحيح، لكنني قوية... وقد تكون في الدور نسبة من ملامح شخصيتي، حيث أكون خلال الأحداث مخرجة مسرحية، وقد دخلت الكاميرا إلى المسرح كي يكشف للمشاهدين كيف يعاني الفنانون خلف الكواليس... وتوثق ما يحدث من تعب وجهد فني، وترصد حياة الممثل أو المخرج في البيت، وكيف يواجه الدنيا، وهذا من خلال «مناير».• هل أصبحت الأدوار مركزة بالفعل للكبار والصغار... بينما أنتم جيل الشباب تقلصت أدواركم؟- أنا لا أحزن عندما أرى الأدوار تُسنَد إلى الفنانين الأكبر منا، فأنا أعتبر هؤلاء هم الأساس والمدارس التي تعلمنا منها فنياً، ووجودنا معهم يكفيني، لكن المشكلة أن كثرة الأعمال في الموسم الرمضاني تجعلني حائرة لا أعرف ماذا أُتابع، وصار هناك تشابه في الطروحات، وأدوار الشباب ومن جيلي.• لكن الفنانة سعاد عبدالله كسرت روتين الثلاثين حلقة... ونوَّعت في الحلقات من خلال قصص مختلفة في مسلسلها «كان في كل زمان»؟- أحببت هذا التنوع.. وما يحدث في مسلسل «ماما سعاد» شيء جديد أُعجبت به، فقد كسر التكرار، كما أن أوقات العروض كانت جيدة وحالفها التوفيق في عملها.• بصراحة، ألم تندمي لأنك اعتذرتِ عن عدم المشاركة في «كان في كل زمان» بسبب دراستك؟- عُرضت عليّ بعض الحلقات... والحق أنه ليس ندماً بقدر ما هو اشتياق إلى العمل مع «ماما سعاد»، لكن في نهاية المطاف كل شيء نصيب... وأقول إن ضاعت من عمري سنة أواثنتان بسبب الدراسة فلن أندم، وأتمنى أن أعوض غيابي لاحقاً بقوة أكبر.• وهل أنتِ مستمتعة بالدراسة؟- صحيح... وجانب من متعتي ناشئ من أنني أدرس مجالاً قريباً من هوايتي.• وما الدور الذي تنتظرين أن تؤديه في الفترات المقبلة؟- لستُ منتظرةً دوراً معيناً.• لكن مهما قدمتم من شخصيات لا شك أن هناك دوراً يطمح الفنان إلى تجسيده؟- أكيد... ولا أريد أن أجزم لك بأني أديتُ كل الأدوار، وهنالك أدوار أريد أن أخوضها... والحقيقة أنني أريد فعلاً أن أعثر على عمل يظهر إمكانياتي وطاقاتي الإبداعية بشكل صحيح.• إمكانيات في مجال الكوميديا أو التراجيديا؟- بغض النظر عن المجال... أنا أشعر بأنني ما أزال أملك قدرات كبيرة، وأنني لم أفرغ طاقتي التمثيلية بعد، وأذكر لك مسلسل «أمنا رويحة الجنة»، فهذا العمل فجَّر في داخلي طاقات كبيرة... وإن أردتَ إجابة دقيقة عن سؤالك، فأتمنى المشاركة في عمل بدوي كبير وآخر تراثي.• تودين عملاً على غرار «الغرباء» و«مدينة الرياح» و«بدر الزمان»، التي عرفها الجمهور في الثمانينات... ودارت في أجواء أسطورية وتراثية؟- بالضبط، لأنني من الجيل الذي تابع هذه الأعمال، والتي جمعت بين القصة والهدف والتشويق، والأداء الفني، وكذلك الاحترام للمشاهد.• وماذا عن مشروع كتابتك لعمل يجمعك مع شقيقتك مرام البلوشي، ويكون على شكل الأعمال القديمة التي كتبها المرحوم طارق عثمان، ومنها مسلسلا «محظوظة ومبروكة»، و«رقية وسبيكة»؟- هو في طور التنفيذ، ولأنني أنا من يكتبه، أكتفي بالكتابة في فترة فراغي من دراستي، وأكتب وقت الفراغ نص هذا المسلسل، وقد ينتهي في السنة المقبلة... وإن كان مكتوباً له أن يرى النور فسوف يُعرَض.• مسرحياً... في السنوات الأخيرة تحرصين على المسرح والمحتوى الذي تقدمينه؟- طبعاً... وهذا واجبي، وأحرص كل الحرص على أن يكون عملاً للطفل وأسرته، وبه رسالة واضحة وتربوية.• وماذا عن «سالي»؟- هي طفولتي وذكرياتي، وقدمنا المسرحية أخيراً، وسعدتُ بالإقبال الجماهيري، وجهود كل من معي في المسرحية.