بُعيد خروج منتخب المانيا من الدور الاول لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2000 لكرة القدم والتي أقيمت في ضيافة بلجيكا وهولندا، شاعت أخبار وتقارير تتحدث عن مجرد «كبوة حصان» لـ «ماكينات» اعتادت العمل بلا كلل أو ملل.وسريعاً ما تأكد ذلك، إذ إن الألمان تفوقوا على أنفسهم بعدها بسنتين، وتحديداً في العام 2002 عندما بلغوا نهائي كأس العالم التي استضافتها كوريا الجنوبية واليابان قبل أن يستسلموا «بمنطق» أمام «برازيل رونالدو» بهدفين دون رد.كان الوضع جيداً والانطباعات غير سيئة، خصوصاً أن ولوج نهائي المونديال بعد سنتين من خيبة الخروج من الدور الاول للـ «يورو»، شكل تأكيداً على أن المانيا، تبقى في أسوأ حالاتها، قادرة على فرض الذات.مرت سنتان واتجهت الـ «ناسيونال مانشافت» الى البرتغال لخوض غمار «يورو 2004» حاملةً آمالاً كبيرة وتاريخاً لا يعرف الا التألق، وإنْ خلافاً للواقع.الواقع نفسه هذه المرة قال كلمته وودعت ألمانيا «العرس الاوروبي» للمرة الثانية على التوالي من الدور الاول.هنا، ايقن الألمان بأن بلوغ نهائي كأس العالم 2002 جاء بالصدفة وبأنهم أخطأوا عندما بنوا على ذاك النجاح العابر، خصوصاً ان طريقهم في تلك البطولة كانت سهلة للغاية: فوزان على السعودية والكاميرون وتعادل مع ايرلندا في الدور الاول، وانتصارات صعبة على البارغواي والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في الادوار الاقصائية، ومن ثم خسارة منطقية امام البرازيل.لن نغوص في تفاصيل ما جرى بعد ذلك، فالحديث يطول، ونكتفي بما هو واجب العلم: خطة طويلة الأمد تبدأ من القاعدة والأكاديميات وصولاً إلى تفريخ أجيال مثمرة من اللاعبين، على ان يبدأ الحصاد بعد 10 سنوات.في العام 2006، بزغ المنتخب الالماني مجدداً من خلال احتلال المركز الثالث في كأس العالم، لكن هذه المرة عن جدارة، ومن ثم مركز ثانٍ في «يورو 2008»، فثالث في مونديال 2010.استمر التألق مع وصول الـ «مانشافت» الى نصف نهائي «يورو 2012» قبل أن يتوج مجهود السنوات والصبر بلقب عالمي رابع في البرازيل 2014.وعلى الرغم من السقوط في نصف نهائي «يورو 2016» امام فرنسا المضيفة الا ان غياب عدد من العناصر بسبب الاصابة خفف من وطأة النكسة.اما ما حصل في روسيا وتحديداً في كأس القارات 2017 وقبلها بيومين في كأس اوروبا تحت 21 عاما في بولندا، فهما الثمرة الحقيقية لنكبتَي 2000 و2004 وكذبة 2002.ألمانيا بطلة «القارات» بالمنتخب الرديف، وبطلة «يورو تحت 21» بمنتخب رديف آخر.ما سبق البطولتين أهم، إذ جرى تقاسم اللاعبين، ومعظمهم من العناصر الصاعدة، بين مدرب المنتخب الاول يواكيم لوف ومدرب منتخب تحت 21 عاما شتيفان كونتس.حتى أننا شاهدنا في «القارات» حوالي 9 لاعبين كان من المفترض ان يشاركوا مع «منتخب كونتس» بيد أنهم كانوا من «حصة لوف».لا مناص من التذكير هنا بأن لم يستدعِ الى «القارات» أي لاعب من الصف الاول.3 أو 4 منتخبات بات بإمكان لوف أن يبني عليها للتتويج بكأس العالم 2018.ألمانيا حوّلت الهزائم إلى تاريخ ناصع، وهي إن أرادت يوماً... حققت.SOUSPORTS@