على الرغم من أن قرار الرئيس المصري، مساء أول من أمس، بالعفو عن سجناء يشمل 502 سجين، بينهم عدد من الناشطين السياسيين الحقوقيين و25 سيدة، إلا أن المصريين ووسائل الإعلام ومواقع التواصل، وقفت عند قرار الإفراج عن رجل الأعمال المصري البرلماني السابق قيادي الحزب الوطني المُنحل هشام طلعت مصطفى المُدان بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم بعفو رئاسي، وسط تساؤلات هل الإفراج عنه جاء تحت بند «الإفراج الصحي»، أم لأنه قضى نصف مدة محكوميته؟«إمبراطور العقارات»، حيث يمتلك أكبر شركات التشييد والبناء في مصر، يتوقع البعض أن يكون الإفراج عنه مؤثراً في هذا القطاع بشكل كبير عقب حصوله على عفو رئاسي ضمن 502 من المحبوسين في قضايا مختلفة، بمناسبة عيد الفطر، وبعد 3 محاولات سابقة قام بها فريق دفاعه القانوني خلال السنوات الماضية للحصول على إفراج صحي كان مصيرها الفشل.وذكر المكتب الإعلامى لرئاسة الجمهورية في مصر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجّه الداخلية بتنفيذ قرار الإفراج قبل إجازة عيد الفطر المبارك وهو ما تم بالفعل حيث خرج صاحب مشروع «مدينتي» السكني، شرق القاهرة، من محبسه في سيارة سوداء ورفض الإدلاء بأي تصريحات حول قرار الإفراج عنه.وقال محامي رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، الدكتور شوقي السيد إن «موكلي خرج بالعفو الرئاسي بعد دراسة حالته الصحية من قبل وزارة الداخلية ومصلحة السجون، دون تقديم أي طلبات للعفو عنه». وأضاف: «لم يحصل موكلي على إفراج صحي، ولكنه خرج بعد قضائه نصف المدة، وليس ثلاثة أرباع المدة، المعاقب بها المقررة بـ15 عاماً بقضية قتل سوزان تميم، وفقًا للقانون، الذي ينص على أن من حق رئيس الجمهورية الإفراج على مَنْ قضى نصف المدة في مناسبات عدة مثل عيد تحرير سيناء أو عيد الفطر أو عيد الأضحى، وغيرها من المناسبات القومية».لافتاً إلى أن «موكله، كان قضى نصف العقوبة منذ عيد تحرير سيناء العام الماضي، ولم يخرج ضمن قوائم لجنة العفو الرئاسي ولهذا كانت محاولات قانونية لخروجه كونه يعاني من داء في القلب، يصعب علاجه في السجن».مصادر مقربة من أسرة هشام طلعت قالوا لـ «الراي»، إنه «خرج من سجن طرة إلى منزله، وأنه مصر على الابتعاد عن وسائل الإعلام في هذا التوقيت، وسوف يقضي أيام العيد خارج القاهرة، وفي الغالب في مدينة الاسكندرية موطن عائلته».وطالب فريق قانوني بالعفو عن المتهم الأول في القضية محسن السكري كونه محكوماً عليه، في نفس القضية، ولكن مصادر قضائية، قالت إن السكري محكوم عليه بالمؤبد، ولم يمضِ عليه نصف المدة، ما يعني أنه سيبقى في السجن لتمضية عقوبة المؤبد ما لم يتم إصدار عفو عنه.وقال الفقيه القانوني عضو مجلس النواب بهاء أبو شقة، إن «القانون يتضمن نوعين من الإفراج أحدهما بعفو شامل، والثاني إفراج شرطي يصدرهما رئيس الجمهورية ، ويخضعان لعدة أوجه وشروط، بحيث يفترض للإفراج عن المحبوسين توافر شروط يتعلق بعضها بالعقوبة المحكوم بها، ويتعلق البعض الآخر بالمدة التي يجب أن يقضيها المحكوم عليه بالسجن، فضلًا عن الشروط التي يجب أن تتوافر في المحكوم عليه ذاته».مضيفا، أن «الإفراج عن هشام طلعت مصطفى قانوني، لأنه أمضى أكثر من نصف مدة حبسه المقررة وتنطبق عليه شروط العفو الرئاسي عن قضاء باقي مدة سجن بعض المحبوسين»، لافتاً إلى أن «شرطاً آخر يتوافر في قضية هشام طلعت مصطفى وأدى إلى حصوله على العفو الرئاسي، يتمثل في تنازل أسرة الضحية عن ادعائهم في الحق المدني، بعدما وقع والدا المغنية اللبنانية الراحلة سوزان تميم وشقيقها عن الادعاء المدني أمام كاتب عدل لبناني».وكان هشام طلعت مصطفى يقضي عقوبة السجن 15 عاماً بعد إدانته مع ضابط الشرطة السابق محسن السكري في قضية مقتل سوزان تميم في منتجع في الإمارات.وصدر الحكم أولاً ضدهما بالإعدام قبل أن يتم تخفيفه إلى السجن 15 عاما لمصطفى و25 عاماً «المؤبد» للسكري.
أخيرة
تاركاً السكري لمصيره في تمضية المؤبد بـ «طُرة»
هشام طلعت خرج من السجن بإفراج صحي أم لقضائه نصف المدة؟!
09:44 ص