ملف أسبوعي من إعداد: عبدالعليم الحجارإذا كنت تعتقد أنه ليس لفصيلة دمك أي دور أو تأثير سوى عند احتياجك إلى عملية نقل دم، فعليك أن تعيد النظر في ذلك الاعتقاد. فنتائج أبحاث عدة تشير إلى أن فصيلة الدم هي أحد العوامل الجينية الرئيسية التي قد تؤثر بشكل أو بآخر على جوانب صحة الشخص العامة.فمن المؤكد أنك تلاحظ على سبيل المثال أن هناك بعض الأشخاص يميلون إلى فقدان الوزن بسهولة أكثر من آخرين ممن يشكل الأمر معركة مستمرة وبالغة الصعوبة بالنسبة لهم. ولعلك تتساءل أحيانا: لماذا تلاحق أمراضا معينة أشخاصا معينين بينما يبقى آخرون بمنأى عنها ومتمتعين بالصحة والعافية. فما السر وراء ذلك؟من المرجح أن جزءا من سر ذلك يكمن ببساطة في فصيلة دمك. وهذا التفسير هو ما يؤكده ويؤيده الدكتور بيتر دادامو في كتابه الأكثر مبيعا الذي يحمل عنوان «كُلْ ما يناسب فصيلة دمك» (Eat Right for Your Type)، وهو الكتاب الذي يسبر أغوار العلاقة بين فصائل الدم بشقيها السالب والموجب من ناحية وأنماط التغذية والتمارين الرياضية التي تناسب كل فصيلة من جهة ثانية.ويشدد الدكتور دادامو على أن معرفة فصيلة دمك هي بمثابة أداة مهمة لفهم أمور عدة من بينها: الكيفية التي يتفاعل بها جسمك مع ما تأكله، ومدى قابليتك للإصابة بالأمراض، واستجابة جسمك الطبيعية إزاء الضغوطات الإجهادية، وغير ذلك من الأمور.ويؤكد الدكتور دادامو على أنه بفضل ما تتسم به فصيلة دم الشخص من خصوصية تحديدية في ما يتعلق بالهضم وبالمناعة، فإنها تعتبر بمثابة نافذة تسمح بإلقاء نظرة من خلالها على مدى قابلية ذلك الشخص للإصابة بمرض ما أو مدى قدرته على مقاومة ذلك المرض.ولفهم الأمر بصورة أوضح، فإنه من المهم أن تعرف أن دمك له تركيبة بيوكيماوية معقدة وفريدة من نوعها ولا تتشابه مع تركيبة دم أي شخص آخر على غرار بصمة اصبعك.وعلى سبيل المثال، خلصت أبحاث في هذا الاتجاه أجراها الدكتور دادامو إلى الاستنتاجات التالية حول فصائل الدم بنوعيها السالب والموجب:* ذوو فصيلة الدم O هم الأكثر عرضة للمعاناة من الإصابة بالربو وحمى القش وغير ذلك من الأمراض التحسسية. كما أن من يحملون هذه الفصيلة يميلون أكثر من غيرهم إلى الإصابة بالروماتيزم، وذلك لأن أجهزتهم المناعية تستجيب سلبيا إزاء أغذية معينة، لا سيما منتجات الحبوب الكاملة، وهي الاستجابة التي تؤدي عادة إلى استثارة استجابات التهابية روماتيزمية في المفاصل.* أصحاب الفصيلة B يتمتعون بمناعة عالية ضد أمراض الحساسية ولا تثور أي استجابات تحسسية لديهم إلا إذا أكلوا الأطعمة الخطأ، كما أنهم معرضون للإصابة باضطرابات الجهاز المناعي الذاتي كالإجهاد المزمن والذئبة الجلدية والتصلب اللويحي المتعدد.* حاملو الفصيلة AB يتميزون بأنهم يميلون أكثر من غيرهم إلى عدم الإصابة إلا بالقليل من مشاكل الحساسية، لكنهم في المقابل معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض القلب والسرطان والأنيميا.* فصيلتا الدم A وB هما الأكثر قابلية واستعدادا للإصابة بمرض السكري، بينما فصيلتا A وAB لديهم إجمالا استعداد أعلى من غيرهم لإصابات السرطان كما أن فرص نجاتهم من تلك الأمراض تكون أقل.من هذا المنطلق، نستعرض في التالي مجموعة من الحقائق العلمية التي قد تغير نظرتك إلى العلاقة التأثيرية التبادلية بين فصيلة دمك من جهة وصحتك وغذائك من جهة ثانية:فصيلة دمك قد تتنبأ بقابليتك للإصابة بأمراض معينةتوصلت نتائج أبحاث إحصائية طبية إلى أن ذوي فصائل دم معينة يميلون إلى أن يكونوا أكثر أو أقل قابلية للإصابة بأمراض محددة. فعلى سبيل المثال، كشفت دراسات عن أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم O يكونون أقل قابلية للإصابة بأمراض القلب، لكنهم في المقابل يكونون أعلى قابلية للإصابة بقرحة المعدة والأمعاء. والأشخاص ذوي فصيلة الدم A يكونون أكثر استعدادا للتأثر بالالتهابات الميكروبية، لكن من جهة أخرى لوحظ أن نساء هذه الفصيلة يتمتعن بمعدل خصوبة عال نسبيا مقارنة بنظيراتهن من ذوات فصائل الدم الأخرى. كما خلصت أبحاث في الاتجاه ذاته إلى أن أجسام ذوي فصيلتي AB وB تكون تميل أكثر من غيرها إلى قابلية الإصابة بسرطان البنكرياس.فصيلة دمك تؤثر على مدى استجابتك للضغوط الإجهاديةلوحظ أن ذوي دم الفصيلة A توجد في أجسامهم مستويات مرتفعة من هورمون الكورتيزول، وأنهم يفرزون كميات مضاعفة من ذلك الهورمون عند مواجهة مواقف تشكل ضغطا إجهاديا كالتوتر النفسي. وعلى جانب آخر، فإن أصحاب فصيلة الدم O تميل أجسامهم إلى الإفراط في إفراز هورمون الأدرينالين الذي يحفز استجابات «القتال أو الفرار» عند مواجهة أي خطر. لذا فإن أصحاب فصيلة O يستغرقون وقتا أطول للتخلص من تأثيرات التوتر الإجهادي، ويعود ذلك إلى أنه يكون من الصعب على أجسامهم أن تتخلص سريعا من كمية الأدرينالين المضاعفة التي أفرزتها.مولدات مضاداتك المناعية لا توجد في دمك فقطمولدات المضادات المناعية هي مواد معينة يفرزها جسمك طبيعيا كي تحفز استجابتك المناعية. وهذه المولدات المناعية لا توجد في دمك فحسب، بل تنتشر في كل جزء من جسمك، وبالأخص في الأسطح الجسمية التي تتفاعل بشكل مباشر مع البيئة الخارجية المحيطة بك، كالطعام الذي يستقبله جهازك الهضمي والهواء الذي يستنشقه أنفك وجهازك التنفسي. ولأن هذه المولدات المناعية توجد في كل مكان تقريبا في جسمك، فإنها تؤثر من خلال عوامل عدة على الكيفية التي يستجيب بها جسمك إزاء الغذاء الذي تأكله. وعلى سبيل المثال، فإن جزيئات الليكتينات البروتينية التي توجد في أغذية معينة قد تلتصق بمولداتك المناعية الخاصة بفصيلة دمك، وتتسبب بالتالي في زيادة لزوجة دمك، وتكون نتيجة ذلك هي الشعور بإجهاد وصداع واضطراب في الهضم إلى جانب مشاكل صحية أخرى.فصيلة دمك تؤثر على توليفة بكتيريا أمعائكأصبح من الثابت أن هناك ارتباطا بين فصيلة دم الشخص وتوليفة البكتيريا التي تستوطن أمعاءه، وهي التوليفة التي تتشابه إلى حد كبير لدى ذوي الفصائل المتشابهة. ويرى باحثون أن منشأ هذا الأمر يعود في الأساس إلى أسلافنا القدامى الذين تطورت بيئة بكتيريا أجهزتهم الهضمية على نحو يتناسب مع ما كانوا يأكلونه. فعلى سبيل المثال، تطورت البيئة البكتيرية لدى ذوي فصيلة الدم A بحيث تتمكن من تحليل وهضم الكربوهيدرات بكفاءة أكبر. ولأن ذوي فصيلة الدم O يفتقرون إلى تلك البيئة البكتيرية، فإنه يلاحظ أن أجسامهم تميل أكثر من غيرها إلى تخزين الكربوهيدرات على هيئة دهون وبالتالي يعانون من مشاكل السمنة وزيادة الوزن.
- طب
فصيلة دمك... هل لها علاقة بصحتك وتغذيتك؟
03:29 م