شاركت في اللقاء المفتوح الذي جمع الزملاء أعضاء جمعية الصحافيين والإعلاميين وبعض المسؤولين مع معالي الشيخ ناصر صباح الأحمد وزير شؤون الديوان الأميري رئيس فريق تفعيل رؤية صاحب السمو أمير البلاد 2035 وأعضاء لجنة السياسات العامة والتنمية الإدارية في المجلس الأعلى للتخطيط حول مشروع الجزر والحرير، يوم الإثنين الماضي في دار الآثار الإسلامية.الفيديو التعريفي المعروض كان جميلاً وتم تثقيف الحضور حول المشاريع التي ستغير جزر الكويت من حال إلى حال أفضل، وهي خطوة من شأنها خلق فرص استثمارية وخلق بيئة جاذبة للرأس مال الأجنبي.وطيلة الحديث كنت أبحث عن الرؤية... يعني أوجه مقارنة من حيث التنفيذ والتكلفة التقديرية والأهم الزمن المحدد للتنفيذ، ولم أجد، لكن الثابت أنه مشروع ضخم أتمنى أن يكون عامل الزمن مهما جدا عند التنفيذ.وتقدمت بتعليق كنت قد كتبته مسبقاً واختصرت الكلام بأن الرؤية الكويتية، إن جاز لنا تسميتها رؤية، ركزت بطبيعتها على خطين متوازيين: الخط الاستشاري (بيوت استشارية وكادر استشاري وإداري ومالي) والخط التنفيذي (الجهات المعنية بالتنفيذ والرقابة)... لكن كرؤية وحسب ما هو ثابت علمياً وعملياً، أن هناك خطاً ثالثاً لم نأخذ به وهو خط القيادة الأخلاقية، حيث إن معظم المؤسسات العالمية أضحت تولي هذا الخط أهمية قصوى بعد الأزمة المالية Financial Crisis 2008 وسأدلل على ذلك بإسقاط الوضع على أضخم مشروعين... مستشفى جابر وجامعة الشدادية.ففي حالة مستشفى جابر، نجد أن الخط الاستشاري صمم وأرسى المناقصة، والخط التنفيذي باشر التنفيذ وهو جاهز للعمل، وقد ظهر جلياً غياب الخط الثالث القيادة الأخلاقية (تكلفة تشغيل مستشفى جابر من تجهيزات طبية ضخمة وكادر استشاري وتخصصي وكادر تمريض والطاقم الفني للمختبرات والأشعة تعادل قياسا تكلفة تشغيل مستشفيات الكويت مجتمعة).فإذا قلنا إن قرار مجلس الوزراء الأخير قد اعتمد على منح الإدارة والتشغيل لمركز عالمي عبر شراكة إستراتيجية Strategic Alliance بحيث يتولى أحد أفضل المراكز الطبية العالمية مهمة التشغيل والإدارة، فماذا عن مركز جابر التخصصي لطب الأسنان الذي بدأ العمل في مارس الماضي ويستقبل الكويتيين فقط من مناطق (القصور? العدان? القرين? مبارك الكبير? حطين? السلام? الزهراء? الشهداء? الصديق)، وحتى مع هذا يظهر غياب دور القيادة الأخلاقية: أين بقية المناطق. والحال مشابهة لجامعة الشدادية من ناحية التكلفة مع تحفظنا على أكبر خطأ كارثي إن كنا فقط سننقل الكليات إلى هناك، فأين تعيين أعضاء هيئة تدريس لها وأين جامعة جابر؟ إنه خلل سببه غياب القيادة الأخلاقية.والسؤال الذي يطرح هو... إذا كانت الرؤية حلم يراد تحقيقه، فطبيعي أن يكون هناك ملامح للحلم. يعني جزيرة بوبيان مثلا ستكون أشبه بماذا عالميا: سنغافورة أو هونغ كونغ؟ وجامعة الشدادية، هل يراد منها تعليما عاليا يوازي مستوى أفضل 400 جامعة؟المراد أن اللقاء المفتوح كان مميزا وفيه شفافية وروح إيجابية وسعة صدر يشكر عليها بو عبدالله الشيخ ناصر صباح الأحمد، ونشكر القائمين على اللقاء والأخ الفاضل عدنان البحر وجميع الأعضاء، ونتمنى أن تؤخذ الملاحظات المثارة لنصل إلى الحلم وقد تبلورت جوانبه من معايير وتواريخ وقيادة أخلاقية تمنع أي عرقلة للمشاريع... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi