في 9 يونيو 2013 كتبت مقالاً بعنوان «مجاراة السفهاء»! وفي 26 مارس الماضي مقالاً بعنوان «معارضة متنكرة»!... فماذا استفدنا من الكتابة يا معشر العقلاء: أفيدونا؟تقول النائبة صفاء الهاشم «الحكومة تقوم بتعيين ربع الشاليه والديوانية»، وبعض النواب قيل ان سبب ضغطهم يهدف إلى تعيين «ربعهم» في مناصب.وعندما تتجاوز تأشيرة «لا مانع» كل الحدود الإدارية واللوائح? وعندما تدخل السياسة في قضية «الرياضة» والطعام الفاسد وسوء تنفيذ المشاريع والتعليم ومستوى الخدمات الصحية، وكل جانب من جوانب العيش الرخاء الذي يطمح له كل فرد صالح، فأنت إذاً أمام احتمالين: إما ان العقلاء في حل مما يحصل أو ان الموجة أكبر منهم، وكلا الاحتمالين يشكل خطأ كارثياً في معالجة ما نواجهه من تدهور وتدنٍ في مؤشرات الفساد العالمية.قبل أيام جمعني لقاء مع أحبة لنا ودار نقاش حول ما يجري من حولنا في ما يخص أداء النواب وقياديي المؤسسات ورجالات الدولة ممن يقال عنهم «عقلاء»، وتبين لي وجود فجوة كبيرة بين ما هو مطلوب أن يفهمه العموم، وبين ما يروج لهم من باب إقناعهم بأن «كل شيء تمام»!لو كان أرسطو، صاحب الأقوال الخالدة في مجال «سبل الإقناع» حيا، لأمسك في كتبه وألقاها في أعماق المحيط. ولو اننا ندرك خطورة المضي في تجاهل البحث العقلاني لمتطلبات الحياة الكريمة وأهمية إعادة التوازن القيادي بدءاً من وظيفة نائب إلى أعلى وظيفة في أي مؤسسة حكومية كانت أم خاصة مروراً بتجاهل القيم الأخلاقية، لما تقبلنا السكوت عن التيه الذي نعيش فصوله.إنه الترويج لــ «السفاهة»... هذا ما يحصل بالضبط؟إن الترويج لـ «السفاهة» اتشر بشكل مخيف في وسائل التواصل الاجتماعي من تويتر وسناب شات وإنستغرام وغيرها من الوسائل... فما يعرض أشبه باحتلال غربي لعقول أحبتنا.الغرب يشجع نموذج الترويج لـ «السفاهة»، وبعض الحكماء والعقلاء الغربيين قد واجهوا هذه الموجة كي لا يصنعوا من «السفهاء» أبطالا... ونحن «ركبنا الباص»!حاول أن تراجع مضمون بعض «المسلسلات» والتغريدات والسنابات وما يعرض في إنستغرام... ستجد أن معظمها سطحي جداً وبعضه يهدف إلى التحرر من القيم والمعتقدات الإسلامية رغم اننا في مجتمع مسلم بالفطرة.كيف لنا النهوض من هذه الكبوة؟ ومتى نستطيع أن نحقق مفاهيم العدالة وتكافؤ الفرص وإعطاء كل ذي حق حقه؟إن الزمن الحالي? زمن يحتاج إلى انتفاضة اجتماعية... تبدأ من نبذ الكراهية والبغضاء وإضفاء منهج التسامح والمكاشفة والعدالة والمساواة في كل شيء، بما فيها تولية المناصب القيادية والممارسة الديموقراطية؟أنت مطالب باختيار الأفضل من بين المرشحين ليمثلك خير تمثيل، وليس بالضرورة أن يكون ضمن مسمى «معارضة»، لأنه لا توجد معارضة فعلية إلا ما ندر? والحكومة مطالبة بوضع إستراتيجية عمل تؤدي إلى بلوغ الأهداف المستقبلية وذلك عن طريق احتضان الكفاءات واستبدال الكادر الاستشاري الذي لم يستطع إلى هذه الساعة حل معظم المشاكل العالقة.لا تستمعوا لـ «شخبطة» السفهاء ولا تلتفتوا للعبارات التي تسيء لنا اجتماعياً ومؤسساتياً التي يبثها البعض.أفيدونا يا معشر العقلاء؟ أفيدونا قبل فوات الأوان... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi