«تقبض» على بيروت هذه الأيام «رياحٌ متعاكسة»، واحدة تحمل اطمئناناً وارتياحاً الى ان قانون الانتخاب الجديد سيولد «حتماً» الأسبوع المقبل بعد ان تنتهي آخر «الروْتشات» لبعض التفاصيل العالقة فيه، وثانية محمّلة بـ «ارتيابٍ» من أن ينجرّ لبنان الى «خط الزلازل» في المنطقة وتحديداً «الفالق» الجديد الذي تشكّله «أزمة قطر».وفي حين أعطى إرجاء رئيس البرلمان نبيه بري الجلسة التشريعية للبرلمان التي كانت مقرَّرة غداً لإقرار قانون الانتخاب الى 16 الجاري إشارة الى ان الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تثبيت «الرسم التشبيهي» للقانون على أن يُقرّ في مجلس الوزراء قبل الأربعاء ليتاح للبرلمان استكمال عملية استيلاده ونشره في الجريدة الرسمية قبل انتهاء ولايته في 20 الجاري، فإن «تردُّدات» أزمة قطر أخذت تهدم المشهد الداخلي في شكل تصاعُدي، وسط اقتناعٍ بصوابيةِ خيار «النأي بالنفس» عنها والاحتماء بموقف الكويت ودور الوساطة الذي تضطلع به، وفي الوقت نفسه «حبس أنفاس» حيال أي «خطوة ناقصة» لـ «حزب الله» بدخوله على خطّ هذه الأزمة لأن «الثمن» سيكون كبيراً ويفوق قدرة لبنان على تَحمُّله.وإذ سيساهم طيّ صفحة قانون الانتخاب الاسبوع المقبل (على قاعدة اعتماد النسبية الكاملة في 15 دائرة) مع تمديد تقني لمجلس النواب في جعْل لبنان «يستجمع قواه» للتركيز على «القنابل الموقوتة» المحيطة به وسبل تفادي «ان تنفجر» فيه بحال اقتضت المواجهة الخليجية - الإيرانية أن يضع «حزب الله» نفسه في قلْبها، استوقف الدوائر السياسية الحركة التي قام بها كلٌّ من سفير مصر لدى لبنان نزيه النجّاري وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي والقائم بالأعمال بالإنابة لسفارة المملكة العربية السعودية سلطان السباعي في اتجاه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل حيث التقوه معاً وجرى البحث في خلفيات الأزمة مع قطر وعرْض سلّة الإجراءات التي اتخذتها الدول الثلاث ضدّ الدوحة.وفي موازاة هذا الحِراك، برز ما كُشف في بيروت، عن ان الدوائر السياسية اللبنانية تلقت تحذيرات واضحة وصريحة من جهات عربية مفادها أن أي تدخل وبأي شكل لـ «حزب الله» في الازمة «الخليجية - القطرية» سيُعتبر تدخّلاً لبنانياً سافراً في الشؤون العربية وسيرتّب تداعيات خطيرة على الوضع اللبناني ككل، من بينها قطع هذه الجهات علاقاتها الديبلوماسية والاقتصادية مع لبنان باعتبار أن الحزب هو شريك في الحكومة والبرلمان.ونقلت صحيفة «اللواء» عن «مصدر سياسي مهمّ في لبنان» ان بعض الدوائر العربية تَعتبر ان تدخل الحزب في الأزمة «القطرية - السعودية» سيكون بمثابة «إعلان حرب» على السعودية، وبالتالي فإن الأخيرة بمساندة مجلس التعاون الخليجي تحتفظ بحق الردّ بالطريقة التي تراها مناسبة.