تستحق جورجيا عن جدارة لقب «لؤلؤة القوقاز» التي لا يغيب عنها السحر!... فهي بلاد الأرياف والمنحدرات العذراء والقمم الشاهقة والوديان الخلّابة، وتضفي تضاريسها الصعبة على منتجعاتها المذهلة خلفيات رائعة لا يمكن وصفها، لتصبح من بين آيات الجمال التي تلهم المبدعين وتشحذ النفوس والقلوب.على بُعد ساعتين فقط بالسيارة من مطار تبليسي، وعبر الوديان النائية، ووسط مناظر طبيعية لا تُنسى لسلسلة جبال القوقاز الكبرى، حطت رحالنا في مدينة تبليسي كأول وجهة لنا في زيارتنا لجورجيا، ضمن إطار دعوة وجهتها هيئة السياحة الجورجية إلى كوكبة من الإعلاميين والصحافيين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.عملية الاكتشاف بدأت مباشرة ومبكرة عن الموعد المحدد لها، فكانت الانطلاقة من العاصمة تبليسي التي تخطف القلوب بأحيائها القديمة وشوارعها المتخمة بروائح الورود وفنادقها العتيقة، وصولاً إلى المجمعات الشاهقة والأبراج والجسور المعلقة.وفي أول استراحة بعد مضي ما يتجاوز 3 ساعات من التجوال في تلك الأزقة، كان لابد من زيارة سريعة لبعض الشوارع التي لا تنام ليلاً ولا تهدأ نهاراً فهي دائماً نابضة بالحركة ومفعمة بالحياة، وأبرزها «شارديني ستريت»، هذا الشارع الذي يعد وجهة رئيسية ومثلى لعشاق تدخين «الأركيلة»، حيث يعتبر الشارع مقصداً ترفيهياً وعائلياً نوعاً ما، إضافة إلى أنه يحتضن العديد من وجهات الترفيه المحببة لكافة أفراد الأسرة، إذ يجد فيه كل فرد من أفراد الأسرة ضالته التي ينشدها.ومع هذه الجولة في اليوم الأول، التي كانت بمثابة شحذ للهمم لرحلة بدت ممتعة من محطتها الأولى، وبصفو الاستمتاع بمكنونات تلك المدينة الجميلة تم الإعداد ليوم جديد كانت وجهته مدينة باتومي. الانطلاقة كانت في الصباح الباكر، حيث كنا نحتاج لمدة تتجاوز 6 ساعات حتى نصل إلى وجهتنا، فمن كان يبحث عن الراحة النفسية ما عليه إلا أن يشرد ذهنه ويتركه للطبيعة الخلابة في رحلة أقرب إلى الخيال، لم يكن يقطعها سوى صوت الدليل السياحي الذي كان برفقتنا «سالومي»، وهي تشير إلى موقع هنا أو آخر هناك تعد قبلة هواة التزلج من المتمرسين والمستجدين على حد سواء في فصل الشتاء للاستمتاع بأجواء فاتنة وتضاريس صعبة تمكنهم من ممارسة هواياتهم بكل أريحية. وذكرت أن العديد من الأماكن تمنح المروحيات وصولاً غير مقيد تقريبًا إلى الجبال المحلية، ما يسمح للمتزلجين بتجربة بعض من أكثر المسارات علواً في أوروبا بما في ذلك قمم الجبال والأنهار الجليدية على ارتفاعات تتراوح من 1500 إلى 4 آلاف متر.وبيّنت سالومي أنه على من يبحث عن شيء أكثر هدوءاً ولكن ليس أقل مغامرة، فإنه يتوفر التزلج الريفي على المنحدرات العذراء. أما بالنسبة للأطفال والمبتدئين، فإن المدرسة الرياضية توفر عدة منحدرات تزلج غير خطرة، كما تتوفر أيضاً دروس خاصة للتزلج، لذلك تعتبر جورجيا بشكل عام المكان الأكثر متعة لممارسة هواية التزلج.وبمجرد الانصات للدليل سالومي، وما تحمله تلك البلاد في طياتها من تاريخ قديم، وتراث يحتفى به، وصل الفريق الإعلامي إلى باتومي الأكثر هدوءاً في الليل، إلا أنها المدينة التي تعتبر أكثر صخباً في النهار لموقعها الاستراتيجي على الشريط الساحلي، حيث تضم المنطقة العديد من الفنادق الفخمة والشاليهات والمطاعم والمنتزهات الممتدة على طول الشريط، وتعد باتومي على حد قول الكثيرين وجهة العرب المفضلة خلال فصل الصيف. وفي اليوم الثالث للرحلة، تزاحم الاعلاميون في الصباح على الأسواق والمجمعات في باتومي، وذلك للتسوّق والتزوّد بالتذكارات قبل الانطلاق من جديد قافلين إلى مدينة تبليسي استعداد للعودة إلى مطار دبي الدولي.رحلة قصيرة إلى جورجيا كانت مفعمة بالحياة، والنشاط، لا مجال للملل أو التعب، فكل ما تحتويه جورجيا طبيعي.
- سياحة وسفر
«الراي» زارت برفقة «فلاي دبي» مدينتي «تبليسي» و«باتومي» بدعوة من هيئة السياحة الجورجية
جورجيا ... لؤلؤة القوقاز
10:02 ص