الحلم هو سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم، أما الكابوس فهو الأحلام المفزعة والمُخيفة التي يراها النائم في منامه وتجعله يستيقظ مفزوعاً...كل كابوس أصله حلم وكل حلم خرج عن سيطرتنا في منامنا وتحول كابوساً استبدلناه بأحلام يقظة حتى صار واقعنا أضغاث أحلام نعجز عن تحقيقها فتتحول إلى كوابيس...وبين الحلم والكابوس يحين موعد الكتابة التي تتحول من حلم حين نكتب ما نعجز عن قوله إلى كابوس حين نعجز عن كتابة ما نقول، ليبقى كلاماً في كلام كي لا يوثق و«نتوهق»، و«نتوهق» لفظة خليجية تعني نتورط...الكلام ورطة كبيرة أما إذا كان الكلام مقالاً فالورطة أكبر بين ما يُقال وما لا يُقال وبين ما تعني وما يُفهم وبين مع هذه الجماعة أو الجماعة الثانية وفي المنتصف منطقة خطرة لتبادل إطلاق النيران بين القوى المتصارعة ولا حياد في الحرب وبعيداً عن المعارك والحروب الكلمة سلاح تصيب في مقتل، يخطئ طبيب فيقتل شخصاً أو شخصين، أما ان أخطأ كاتب فسيدمر مجتمعاً وعلى العكس التدمير الذي يبدو سهلاً، فالتعمير أصعب مما يبدو وهذا التحدي الذي يجعل الكتابة تتحول من حلم إلى كابوس يُطارد كل كاتب...والكاتب عاشق أحرفه وقلمه وكلماته وحين يتوقف الحب تتوقف الكتابة، نحن نكتب ما نحب لمن نحب مثلما نأكل ما نشتهي ولو لبسنا ما يشتهي الناس وبين الأكل والكتابة يصبح هنا سؤال: ماذا نكتب اليوم؟، وهو سؤال يشبه سؤال: «وش تبون عشا اليوم؟»، وهو سؤال لو جاء في اختبارات الثانوية العامة لما نجح أحد، والغريب أن الشخص ذاته الذي لا يعرف ماذا يتعشى يعرف كل شيء عن كل شيء لا يخصه ويغرق في شبر ماء في ما يخصه...ختاماً وبعد كل ما كتبت في المحاولة عن جواب ماذا أكتب لا أتمنى أن أكون عند حسن ظن أحد بقدر ما أتمنى أن أكون في فراشي أنعم بأحلام سعيدة لا يوقظني منها كابوس أكتشف أنه واقعي الذي سأعيش به فأحاول أن أتعايش..reemalmee@