تفضل الله على البشرية بالإيجاد من عدم، وخلق الذكر والأنثى لهدف واضح ألا وهو العبادة، وخلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها. فالزوجة، هي السكن الذي يركن إليه المؤمن لتساعده على قسوة الحياة ومرارتها، لكي يمضي الركب في هذا الطريق، ليصل إلى برالأمان، أما في الآخرة فإن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين الداخلين إلى الجنة بنوع آخر من النساء، إلى جانب زوجاتهم في الحياة الدنيا اللاتي سيدخلن الجنة بإذنه، فهناك ثلاثة أنواع من النساء في الجنة، نساء أهل الدنيا والحور العين والوصيفات، وكلهن حلال للمؤمن، يفضي إلى أي واحدة منهن متى شاء.ومن وصف الله سبحانه وتعالى للحورالعين نعرف أن الحورية واسعة العينين، وهذه من أبرز معاني الجمال في المرأة، ومعنى الحور، هو شدة بياض العين وسوادها، كذلك هن قاصرات الطرف بمعنى أنها لا تنظر إلا لمن خلقت له فقط، كما أن لجمال بشرتها نضارة بياض في صفاء، ولمسة من الصُفرة كلون اللؤلؤء المكنون، أي المُخبأ الغالي الثمن، وجمالها يفوق الوصف وصوتها من أجمل وأرق الأصوات، أليست زوجتك في الجنة؟ وهي هدية لك من خالقك؟، فماذا تتوقع من ربك إذا أعطاك وهو الخالق لكل شيء؟. فسوف يعطيك أحسن ما عنده، وعلى قدرته في الخلق والإيجاد، فهو سبحانه أعلم بما يسعدنا في جنته، فاختياره لنا هو قمة الإبداع.تصور جمال ما بعده جمال، تناسق في الجسد وجه لا يوصف من الحسن والرقة والنعومة، جلد الله أعلم بنعومته، أخلاق عالية راقية لا يشوبها كدر لا حيض ولا نفاس، ولا ما يكدر الخاطر، كلما أفضيت إليها رجعت عذراء كما كانت، مُبرأة مما يشوب أهل الدنيا من نقائص...ومن أحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لو إن امراة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض، لأضاء ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها»... رواه البخاري.أخي العزيز: إذا كان كل هذا الجمال والحلاوة والسعادة، مُخبأ لك في الجنة التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فلم لا تسعَ إلى المزيد من ذلك، فأنت في فرصة عظيمة لا تتكرر فانتهزها، وأقدم على الطاعات والتقرب إلى ربك بشتى الوسائل لتنال رضاه ولترتقي في جنته، نعم. فأنت بأعمالك وإخلاصك فيها، ترتقي هناك فلا تتردد، وأقدم على الطاعات لتكن من الفائزين بإذنه...اللهم انا نسألك الجنة وما قرب منها من قول أو فعل أو عمل، ونسألك البعد عن النار وما قرب منها من قول أو فعل أو عمل.
متفرقات - إسلاميات
الحور العين
11:54 ص