لا نكاد نسمع جملة إلا ونجد كلمة فساد فيها، ولا نقرأ سطراً إلا وكلمة فساد تستفزنا، نزعم أن حكومتنا هي الفاسدة، وأنها من أفسد النواب وكل المجالس الرقابية، وأن الواسطة طغت على المساواة، والرشوة أصبحت حقاً للموظفين مهما علت مناصبهم، ورسوماً مستحقة على المراجع مهما صغرت معاملته، بل إن من تسببوا بكوارث إدارية واقتصادية في مؤسساتهم السابقة يعينون بكل سهولة لقيادة مؤسسات جديدة أخرى دون النظر لإخفاقاتهم الماضية في مناصبهم القديمة.ولكننا لو سألنا أنفسنا: من الذي زرع الفساد واختار وشجع المفسدين من أجل مصالح شخصية وفئوية بحتة؟، أليس الشعب هو من اختار بعض نوابه على أسس قبلية وطائفية بانتخابات فرعية مخالفة للقانون، تكون فيها قوة النفوذ والقدرة على شراء الذمم بالمال، والجراءة على كسر القوانين بالواسطة وبيع المواقف النيابية بأعلى ثمن، هي المميزات والفضائل لاختياراتنا متناسين الكفاءة والنزاهة والوطنية؟!من منا لا يعلم أن من اشترى صوتاً بالمئات سيبيع مصالح البلاد بالملايين دون هم أو مراعاة لمصلحة الوطن أو المواطنين، وهناك البعض ممن يختار أكثر الأصوات طائفية وأبغضهم طرحاً بتعصب أعمى مع علمه أن هؤلاء يدمرون الوحدة الوطنية بأصواتهم النشاز، ولهم ارتباطات خارجية مع جهات معادية للوطن، بل أصبحنا نرحب و«نهش ونبش بنائب» الخدمات والتاجر المتعدي على المال العام وأراضي الدولة ونصدّره في المجلس.مع كل ما قلت وغير ذلك كثير، ومع ذلك نشتكي من الفساد والمفسدين ونحن من شارك بصناعة الفساد ورعايته واختيار المفسدين.أختم باستئذان القارئ الكريم بإجازة تستمر حتى عيد الفطر السعيد وكل عام وكل من على أرضنا الحبيبة الكويت بخير وعافية.****إضاءة:خالص العزاء لعائلة الطواش الكرام بوفاة المغفور لها بإذن الله تعالى السيدة منى أحمد عبد الحميد الدهمة، زوجة الأخ العزيز عبد العزيز مجبل الطواش، والدة كل من: سعود، مجبل، محمد، وفيصل. رحمها الله بواسع رحمته، (إنا لله وإنا إليه راجعون).