في أواخر العام 2011 وبعد أن أنهينا مناقشة الدكتوراه الخاصة بي والمعنونة بـ «أهمية القيادة الجيدة والأخلاقية في تحويل الاقتصاد الكويتي» التفت إلي الممتحن الخارجي وقال «تركي... الكويت ستكون فخورة بك»، وفي اليوم التالي سألت المشرف ونبهني إلى نقاط عدة أهمها أن الرسالة تعتبر الدراسة الأولى على مستوى العالم، وإنها عرضت كبسط ومقارنة للنماذج الخاصة بالقيادة التي أوصلت إلى هذا النموذج الخاص بك ناهيك عن أنها أولى الدراسات إن لم تكن الوحيدة التي شارك فيها رؤساء ومديرو عموم كبرى الشركات في الكويت.ما علينا من «هالسرد» الذي قد يعتبره البعض «مدحاً للذات» لكن القصد منه سيتضح في نهاية المقال.في ورشة عمل «الموارد البشرية وإدارة فرق العمل» التي قدمتها قبل أيام اجتمع بعض المشاركين وهم من المبادرين من رواد الأعمال ووجه لي سؤالاً محدداً بعد انتهاء الورشة دكتور «ليش ما يستعينون في خبرتك وعلمك وقدراتك الشخصية؟».لم أجد إجابة لكن لنتحدث عن مضمون الواقع عبر قصة من الأثر تكشف ما نحن عليه من تجاهل للكفاءات.تقول الرواية? إن الخليفة عمر بن عبدالعزيز جلس مع التابعي الحسن البصري فقال له عمر «بمن أستعين على الحكم يا بصري؟ قال: يا أمير المؤمنين أما أهل الدنيا فلا حاجة لك بهم? وأما أهل الدين فلا حاجة لهم بك.. فتعجب عمر بن عبدالعزيز وقال له: فبمن أستعين؟ قال: عليك بأهل الشرف? فإن شرفهم يمنعهم عن الخيانة».ولكي لا نقفز إلى الربط بين المقدمة وخلاصة الموضوع? نتذكر أمراً مهماً حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أتى إليه أبو ذر وقال «يا رسول الله ألا تستعملني؟ ? أي توليني على أحد البلاد? قال: إنك ضعيف? وإنها أمانة? وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها».إذاً? نستنتج هنا ان الكفاءة من أهل الشرف والأمانة لا يطلب المنصب أو يبحث عن الواسطة كي يحصل على منصب قيادي... إنها أمانة ولهذا ندعو لكل قيادي يتم تنصيبه بأن يعينه الله على حمل الأمانة.وقتنا الحالي، وفق التحليل المنطقي? نجده قد خلا من المعايير الصحيحة عند الاختيار وكثير من أحبتنا من الكفاءات لا تروق لهم فلاشات المصورين ولا مزايا المنصب إن لم يشعروا من تلقاء أنفسهم أنهم يشكلون إضافة واستعين بهم على هذا الأساس.الغريب في الأمر أن معظم الكفاءات وقد واجهت شخصياً هذا الأمر،إنهم يجدون شحاً في التقدير من المؤسسات المرموقة في الكويت، وفي المقابل يجدون كل ترحيب من الدول المجاورة وهناك مؤشرات آخرى واضحة للعيان عند مراجعة مستوى إدارة مؤسساتنا.خلاصة القول? إن كنا وغيرنا يقرأ عن «الشهادات المضروبة» والقيادات دون المستوى والاستشارات التي لم تغير من واقع الحال حسب المؤشرات العالمية? فهل سنصل مع أحبتنا إلى حد المطالبة بتوجيه سؤال إلى أصحاب القرار: من يشتري شهادات الكفاءات التي لم يستعن بها؟... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
من يشتري «شهادات الكفاءات»...؟
02:57 م