تابعت ثلثي مقابلة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك في برنامج أصحاب السلطة ولم أستطع أن أكمل الثلث الأخير من اللقاء والسبب شطرنج الرئيس، فمنذ أن انتقلت الكاميرا من بيته إلى مكتبه مروراً بحديقته احتلت لعبة شطرنج ضخمة أو لعلها بدت متضخمة في قلب مكتب سموه وهي تُشتت انتباهي وتشغل تفكيري لمعرفة سبب وجودها واستخداماتها وبراعة الشيخ في لعبها وأوقات ممارسته لها...فجأة تحوّلت إلى عجوز تتابع مسلسلا أردنيا، وتخاطب أبطاله وتنشره عليهم وكأنهم يسمعونها، «وراك ما خذت بنت عمك؟»، وأنا أخاطب معد البرنامج ومقدمه عثمان العنجري: «تكفى يا عثمان أنشده عنها»، لكن العنجري بنظراته البريئة كان أبرأ من أن يسأل، وأبرع من أن يُقارن بينها وبين جولف ترامب على سبيل المثال، فكلاهما خيّب التوقعات.رأينا ترامب يلعب الجولف أكثر من مرة، ولم نرَ الشيخ جابر المبارك يلعب الشطرنج ولا مرة، ومع ذلك رأيناه يتصدر مكتبه، فهل يلعب أثناء العمل أم قبله أم بعده؟، وإن كان يفصل بين العمل واللعب فلماذا أبرزها في صدر مكتبه خلال اللقاء؟، هل على سبيل الديكور أم أن ثمة رسالة أراد توجيهها بأن السعيد في اللعب سعيد في العمل؟، خصوصاً إن كانت لعبة الشطرنج تُحرك فيها جيوش الحطب ذات اليمين وذات الشمال بخطوات متوقعة، واتجاهات مفاجئة تتقدم وقلما تتراجع.وشطرنج الرئيس غير تقليدية بلونيها الذهبي والفضي، لأن الرئيس ربما لا يعترف بأحادية اللون يا أبيض يا أسود فهل يلتزم بقواعد اللعبة أم يخرقها إذا استلزم الأمر لأن اللاعب غير المتفرج؟reemalmee@