قبل انطلاق بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم (بريمير ليغ) في الموسم الراهن، اتفق المتابعون أن عيون عشاق اللعبة ستكون على موعد مع منافسة شرسة على اللقب، وعلى المراكز المؤهلة إلى المسابقتين الأوروبيتين الأوروبيتين، خصوصاً مع التعاقدات العديدة التي أقدمت عليها الأندية الكبيرة على مستوى المدربين.فقدوم الإيطالي المحنك أنتونيو كونتي الى تشلسي، والإسباني الواقعي جوسيب غوارديولا الى مانشستر سيتي، والـ «سبيشال وان» البرتغالي جوزيه مورينيو الى مانشستر يونايتد، واستمرار الألماني يورغن كلوب على رأس القيادة الفنية لليفربول، جعل الأنظار مسمّرة على مباريات البطولة أسبوعياً.أسابيع قليلة حتى كشف كونتي عن أنيابه، مؤكداً المؤكد والذي يشير الى أنه لا يرضى سوى بالتميز في كل الفرق التي يقودها.فالمدرب القادم من نجاح مشجع مع المنتخب الإيطالي في بطولة كأس أمم أوروبا 2006 في فرنسا، أعاد نغمة التفوق مع النادي اللندني، مكرّساً نفسه بطلاً للدوري، ليعيد بريقاً ظن كثيرون أنه بعيد عن أروقة الـ «بلوز».غوارديولا الآتي من تجربة لا خلاف على أنها ناجحة مع بايرن ميونيخ الألماني، عرف كيف يوظف القدرات التي يملكها في مانشستر سيتي، إذ بقي متواجداً بين فرق الصدارة، بيد انه تعرض لخروج مفاجئ نوعاً ما من دوري أبطال أوروبا على يد موناكو الفرنسي، ليرد على جميع المنتقدين ويثبت أنه من أبرز المدربين في الألفية الجديدة.أما الـ «سبيشال وان» مورينيو، فلم يكن موسمه ناجحاً على المستوى المحلي، وهو ما يعود إلى الإصابات الكثيرة التي فتكت بـ «الشياطين الحمر» على مدار الموسم، وآخرها هدّاف الفريق، المهاجم السويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش، فضلاً عن عدم التوفيق والأداء المتواضع لعدد من النجوم، وعلى رأسهم أغلى لاعب في العالم الفرنسي بول بوغبا الوافد الجديد إلى النادي مقابل 120 مليون دولار، أضف إلى ذلك، خلاف المدرب مع عدد من اللاعبين القادرين على إحداث الفارق على الدوام واستبعادهم، ومنهم الألماني باستيان شفاينشتايغر والإسباني خوان ماتا وغيرهما.ولم يحتج كلوب من جهته، إلى أن يختلف حوله العشاق والمتابعون، فقد أثبت مجدداً قدرته الفنية الكبيرة، ونجاعة خططه التكتيكية، وعمله على الاستفادة من خبرات وقدرات كل لاعب في صفوف الـ «ريدز»، ليستمر ليفربول في المنافسة على المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا حتى النفس الأخير.وإن كان من حديث يطول ويطول، فهو حتماً سيكون حول المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، فبطل الـ «بريمير ليغ» في الموسم الماضي، عجز عن مواصلة الحلم مع ليستر سيتي، وعاد إلى موقعه «الطبيعي» في وسط الترتيب، ومُنِي بسلسلة هزائم متتالية أطاحت به عن عرش القيادة الفنية للنادي الذي فاجأ العالم أجمع في الموسم الماضي، على الرغم من احتفاظه بأغلب النجوم، ونتيجة انقلاب من اللاعبين أنفسهم، بحسب بعض التقارير التي وردت آنذاك.من هنا، وعود على بدء، لا شك في أن التتويج باللقب، جاء كرد مباشر لكل من شكك في بداية الموسم بقدرة كونتي على النجاح في الدوري الأصعب أوروبياً، وليؤكد بلا أدنى شك وباتفاق مختلف النقاد والخبراء أن المدربين الإيطاليين أو المدرسة الإيطالية لن تقبل سوى بقيادة سفينة النجاحات في الفرق الكبيرة.
رياضة - رياضة أجنبية
المدرسة الإيطالية... تسيطر على الـ «بريمير ليغ»
04:26 م