أكد الوكيل المساعد للتنمية التربوية والانشطة في وزارة التربية فيصل المقصيد، أن الوزارة تتابع ما يتردد عن انتشار الحبوب المخدرة في المدارس، وهناك حملات توعوية للطلبة في جميع المراحل التعليمية، مبيناً أن هذه الآفة تعاني منها دول العالم اجمع والتربية تسعى جاهدة لمواجهتها.وقال المقصيد في لقاء مفتوح في ديوان جسار الجسار مساء اول من امس، بحضور عدد من أهالي المنطقة والاعلاميين، ان الوزارة قامت أخيراً بإحالة موجهة خدمة نفسية إلى التحقيق، بسبب تصريحات لها كانت مغايرة للواقع، والتي أكدت وجود حالات إلحاد في المدارس، إلا أن الواقع غير ذلك تماماً، مؤكدا ان «الوزارة تتعامل بشفافية وهناك ارقام مخيفة في الاحصائيات السنوية للخدمة النفسية ويتم نشرها بكل شفافية وعرض المشاكل لايجاد الحلول، لكن ما ذكرته الموجهة غير صحيح، كما انها لم تحصل على إذن للتصريح وهذا ما دفع الوزارة لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقها».وكشف أن الوزارة تعاني نقصاً حاداً في عدد الاخصائيين النفسيين الكويتيين، حيث «لا يوجد سوى 12 اخصائياً كويتياً، بينما البقية من الوافدين والذين نحترمهم كثيرا، إلا أن الكويتي اكثر قدرة على فهم الطالب الكويتي ولهذا نسعى لايجاد الحلول والمزايا التي تعزز وجود الباحثين الكويتيين في المستقبل».ولفت إلى الاهتمام بتنمية وتطوير الانشطة والبرامج الهادفة إلى رفع قدرات وكفاءة الطلبة في شتى المجالات العلمية والبدنية والترفيهية، مبيناً أن التربية تهتم بصناعة جيل واع وسليم من النواحي النفسية والجسدية.وقال ان الانشطة التربوية كانت مقتصرة على الفترة الصباحية في المدارس، موضحا أنه وضع على عاتقه ادخال برامج والتوسع في عملية توفير الانشطة والاندية المسائية للطلبة، بحيث يمكنهم استغلال أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع، لافتا إلى أنه تم «افتتاح ابواب المدارس في الفترة المسائية لممارسة مختلف انواع الانشطة والبرامج الرياضية والثقافية والترفيهية، بالتعاون مع الجهات المختصة في الدولة».واضاف أن القطاع قام كذلك بالتنسيق مع وزارة الشباب والهيئة العامة للشباب للاستفادة من الملاعب الرياضية في المدارس واقامة المسابقات والالعاب عليها، منوها إلى توفير خدمات حجز الملاعب، بالتعاون كذلك مع الجمعيات التعاونية في المناطق، واصبح بامكان الطلاب حجز الملاعب عن طريق التطبيقات الذكية من جمعياتهم التعاونية في ملاعب المدارس، والتعاون مع هيئة الرياضة بمشروع «عيالنا املنا» والذي اثمر نتائج ممتازة.وقال «من خلال هذا التعاون تم استغلال نحو 100 ملعب مدرسي وتوفيرها لتفريغ طاقات وابداعات الشباب»، لافتا إلى أن عمل قطاع التنمية والانشطة ينطلق من رؤية سمو الامير الشيخ صباح الاحمد، الذي دعا إلى التركيز على فئة الشباب ودعمهم وهذا ما يقوم به القطاع بترجمة هذه الاوامر السامية على ارض الواقع من خلال الانشطة المختلفة.وبين أنه تمت اعادة انشطة التربية الموسيقية من خلال انشاء الاوركسترا، وكذلك «تفعيل الانشطة الرياضية وعودة الرياضة المدرسية إلى سابق عهدها، وهي التي افرزت نجوما في كرة القدم امثال جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفتحي كميل وغيرهم من الرياضيين الكويتيين، الذين وصلوا إلى كأس العالم في يوم من الايام، ونحن الان ندعم الطلاب ويتم تنظيم النشاط الرياضي لاكتشاف مثل هذه المواهب وتطويرها».وأوضح المقصيد أن القطاع استطاع تنظيم دوري المدارس لكرة القدم، بالتعاون مع وزارة الشباب والهيئة العامة للرياضة، بحيث يتم توفير افضل المدربين للطلبة واكتشاف الموهوبين منهم، وتبني مواهبهم، حيث تم اكتشاف أن 80 في المئة من الطلبة المشاركين في الانشطة الرياضية هم موهوبون، وتم ايصالهم إلى الطريق الصحيح باشتراكهم بالاندية والالعاب المخصصة لهم، منوها إلى أن هذا الامر سيعيد الرياضة الكويتية إلى سابق عهدها.وذكر أنه تم الاهتمام كذلك بالمرحلة الثانوية من خلال عمل دوري كرة القدم للصالات وأكاديميات السباحة وصالات البولينغ، منوها إلى «اعادة احياء احواض السباحة في المدارس للبنين والبنات».وحول المسرح المدرسي قال المقصيد ان القطاع قام باعادة احياء الانشطة المسرحية التي كانت سببا في اكتشاف العديد من المواهب الفنية التي نراها الان، ولهذا كان لابد من اعادة احياء هذا النشاط، حيث يتم الان التركيز على المسرح المدرسي في نحو 10 مدارس في كل منطقة تعليمية من خلال تدريب الطلبة الذين لديهم هذه الميول واكسابهم الخبرات اللازمة، مشيرا إلى «تعاون كبير وبناء مع مركز صباح الاحمد للموهبة والابداع، والذي يساهم في توفير الدعم للانشطة المفيدة للطلبة، وكذلك توفير ناد علمي للبنين وآخر للبنات في كل منطقة تعليمية».وفي ما يخص الثقافة الوطنية قال المقصيد ان القطاع قام بتفعيل برنامج البرلمان الطلابي والذي يهدف لاثراء ثقافات الطلبة واكسابهم المعرفة اللازمة عن تاريخ الكويت ومهارات الخطابة والحديث وتقبل الرأي والرأي الاخر والنقد البناء منوها إلى أن 180 مدرسة شاركت هذا العام بالبرلمان الطلابي وكانت مشاركات الطلبة محل اعجاب الكثيرين.وكان المهندس الجسار اشار في بداية الحديث إلى غياب الرؤية الاعلامية عن المشاريع التربوية، وتغييب الدور الاعلامي الذي يجب أن يرافق المشاريع التربوية لضمان نجاحها وتسليط الضوء على النجاح.وأوضح أن المجتمع غير راض عن اداء وزارة التربية في الاونة الاخيرة، وذلك ربما يرجع إلى عدم قدرة الوزارة على ايصال الرسالة كاملة وواضحة إلى اولياء الامور، مشدداً على ضرورة معالجة مشكلة تسرب الطلبة من المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، واحتوائهم في برامج بالتنسيق مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بدل ضياعهم في الشوارع وامكانية انحرافهم.