تعد قيم المواطنة الحقة أحد أهم أسس البناء لكل مجتمع، وذلك لدورها الكبير في تعضيد أواصر المجتمع ودعم ترابط مكوناته وتوفير أسباب العيش الكريمة والحياة الآمنة لعناصر المجتمع الواحد، بالإضافة إلى تحقيق التقدم والازدهار للدولة التي ينتمي لها، والذي يمثل غاية كل إنسان يحمل إحساس المسؤولية تجاه هذا الوطن، انطلاقاً من حرص الجميع على العمل المشترك الهادف إلى تحقيق مقاصد المواطنة الحقة ومتطلبات تقدم ورخاء المجتمع.ولقد كان فلاح مبارك الحجرف، رحمه الله تعالى، من المواطنين الذين شهدوا تطور المجتمع الكويتي بجميع مكوناته منذ أن كان مجتمعا بسيطا يعيش على ما تجود به الصحراء وما يستخرجه من البحر إلى ان اصبح المجتمع الكويتي يقاس في مصاف المجتمعات الحضرية المتقدمة على جميع الصعد الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتعليمية.وكان لذلك التطور المجتمعي الذي شارك به فلاح الحجرف مع من سبقه ومن لحق به من رجالات الكويت المخلصين الأثر البالغ في شخصيته وطموحه ورسم اهدافه تجاه وطنه ومجتمعه، فكان رحمه الله ينبذ جميع مظاهر التعصب والتطرف بين مكونات الشعب الكويتي وكل ما من شأنه المساس بروح المواطنة الكويتية، أيا كان شكلها ونوعها، وكرّس جل وقته وعمله لتحقيق هذه الأهداف بعيداً عن المصالح والمطامح الشخصية الآنية، لا سيما أنه كان ذا دور بارز في العملين السياسي والتشريعي خلال عضويته والتي بدأت منذ مطلع العمل البرلماني في الكويت، وإن كان لم يترك العمل في مجالات أخرى كان لها أثرها البارز في المجتمع ومنها المشورة والعمل الاجتماعي والمساهمة في دعم مسيرة العمل الوطني ودعم كل ما من شأنه تعزيز روح المواطنة والولاء للكويت عند جميع شرائح المجتمع التي كان له اتصال معها.واستكمالا لما قام به فلاح الحجرف، رحمه الله، وبناء على توصياته وحثه الدائم على عمل الخير والحرص على الوحدة الوطنية والحفاظ عليها حتى لو دفع من اجل ذلك من ماله الخاص، اتت هذه المبادرة لتحمل اسم «جائزة فلاح مبارك الحجرف للأعمال الوطنية، لتكون خطوة عملية تخليدا لذكراه العطرة في مجال لطالما بذل فيه الوقت والجهد ليكون المواطن الكويتي كما كان دائما يحب له ان يكون مواطنا صالحا مخلصا في عمله حريصا على بلده ومجتمعه يرحم منهم الكبير الصغير ويحترم منهم الصغير الكبير.ونظراً لأهمية تعزيز قيم المواطنة لدى الأجيال الصاعدة، خصوصاً من طلبة العلم في جميع المراحل التعليمية في الكويت وخارجها، فإن القائمين على هذه الجائزة ارتأوا تخصيص الجائزة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع من شباب وبنات الكويت لتكون جائزة سنوية مخصصة لكل ما يتعلق ببناء جيل واع ومثقف ليصبحوا قادة في تعزيز قوة ومنعة المجتمع الكويتي امام كل ما يحيق به من تحديات قد تهدد تماسكه وترابطه في الشدة والرخاء.وقد جاء في نص كلمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى المواطنين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمصادقة على دستور الكويت 10 نوفمبر 2012 أن«الاهتمام بأبنائنا الشباب ليس شعاراً نردده أو عنوانا يتصدر خطاباتنا، وليس فقط مدرسة أو ناديا أو مؤسسة هنا أو هناك، إنهم مادة الحاضر وأمل المستقبل... فالاهتمام أمر ينبع من الاسرة والبيت ويمتد للمدرسة ثم المجتمع كله... انها مسؤولية كبرى وأمانة عظمى بأن نزرع فيهم روح الولاء للوطن ومفاهيم التضحية والإيثار، وتعزيز قيم التسامح والألفة والتلاحم، ونبذ الانفلات والفوضى، وتأكيد مبادئ الالتزام بالقانون وممارسة الحرية المسئولة، وبث روح العمل الخلاق والإبداع، فإن لم نحسن رعايتهم فالثمن باهظ، ونحن جميعا من يلام إن تخاطفتهم أيدي السوء والدمار... فهم مادة خصبة ووعاء حاضر تملؤه سموم الوهم والضلال والضياع اذا لم تملؤه حوافز الفكر القويم ودوافع الإصلاح والإبداع والعمل الجاد».كما جاء في نص النطق السامي في افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع«إن الولاء للوطن فوق كل ولاء... ومصلحة الوطن تتقدم على كل مصلحة... والانتماء للكويت يعلو كل انتماء... فاحرصوا على حماية أمن الوطن، وصونوا وحدتنا الوطنية، وافتحوا ابواب المستقبل بالعمل الجاد المخلص، وأطلقوا مسيرة البناء والتنمية والتقدم، وصولا الى غد زاهر مشرق بإذن الله، لتظل الكويت دائما بعون الله حرة أبية، كاملة السيادة، عالية الراية، مرفوعة الرأس... دار أمن وأمان... وديرة رخاء وازدهار».وعلى صعيد قيمة الجوائز السنوية التي تخصصها الجائزة للاعمال الفائزة في مجالاتها الخمسة، فإنها تصل إلى 60 ألف دينار مع ميدالية تذكارية وشهادة تقدير للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في كل مجال شاملة القصة القصيرة أو الرواية، والقصيدة الوطنية، والرسم والتصميم، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة، والتصوير أو الفيلم القصير، إضافة إلى جائزة الابداع المطلق التي تمنح للفائز بالمركز الاول فقط.وتنطلق فعاليات الجائزة في سبتمبر من كل عام وتعلن أسماء الفائزين تزامنا مع الاعياد الوطنية، كما ان هناك مذكرات تعاون مع وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وأيضا وزارة الدولة لشؤون الشباب لتحقيق أهدافها، لا سيما أن التعاون والعمل مع جميع مؤسسات المجتمع المدني والنفع العام مطلوب من اجل تعزيز مفاهيم وأهداف الجائزة.صاحب الجائزةولد فلاح مبارك الحجرف بقرية «الجهره» في 24 أغسطس عام 1922 وتوفي في نفس المكان والتاريخ، في مدينة «الجهره» في 24 أغسطس عام 2015.استشهد والده مبارك بن هيف الحجرف في اليوم الأول لمعركة الرقعي بمنطقة أم الرويسات شمال غربي الكويت في 28 أكتوبر 1928، وكان عمر فلاح خمسة أعوام، فتكفلت والدته شيخة بنت ناصر بن سالم العكشان بتربيته وهو ولدها الوحيد مع شقيقته الوحيدة بدحة مبارك بن هيف الحجرف وخمسة ايتام آخرين فكان يطلق على بيته بيت الأيتام حتى عرف عند أهل الكويت بـ«فلاح اليتيم»، فكان بحق اليتيم الكافل الذي تكفل برعاية وتربية الأيتام وهو احدهم.انتقل فلاح مبارك الحجرف ووالدته وشقيقته بعد استشهاد والده من قرية «الجهره» وسكنوا في منطقة القبلة، وانتظم في مدرسة الملا محمد بن شرف لمدة خمس سنوات تعلم خلالها القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم والسيرة النبوية، بعدها انتقلوا الى قرية «الجهره» مرة اخرى والتحق بمدرسة الملا منصور البناق اول مدرسة في قرية «الجهره».وقد اسند المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير البلاد آنذاك امر رعاية وحماية ممتلكات فلاح اليتيم ووالدته وشقيقته إلى المغفور له نزال بن رشيد المعصب كونه مسؤول إمارة عمال الزكاة والذي كان مثالاً للأمانة والنزاهة والعفة والعدل، كما اعتاد فلاح منذ صغره على ارتياد مجالس الحكام حيث كان يذهب مع نزال المعصب إلى مجلس الشيخ أحمد الجابر كل يوم خميس ليطمئن الشيخ أحمد عليه وعلى والدته وأحواله.تعلم الفروسية والرماية والصيد بالصقور في سن مبكرة وكان جل اصدقائه ممن هم اكبر منه سنا فكان يتعلم منهم قصص اهل البادية والقبائل والأنساب، وكان مولعا بحفظ الشعر رغما انه لم ينظم الشعر قط في حياته.انتقل فلاح مبارك الحجرف إلى العمل السياسي عند بداية الحياة البرلمانية في الكويت عام 1963 حيث حظي بثقة الناخبين في جميع الانتخابات التي شارك بها 1963 و1967 و1971 و1975 بالدائرة الثالثة «الشويخ والجهراء»، 1980-1985 الدائرة العشرون «الجهراء القديمة».وعُرف عنه الصدق والنزاهة وكان صاحب خلق رفيع عرف به عند اهل الكويت قاطبة بجميع فئاتهم، كما آمن بالوحدة الوطنية وكان شعاره الدائم«الكويت الكويت وماكو غير الكويت»، وآمن بالعلم سلاحاً لبناء الوطن، كما حث الشباب على العلم والتفوق. كما عرف عنه الكرم وصلة الرحم والحلم والحكمة، وشهد بذلك كل من عاش او تعامل مع فلاح مبارك الحجرف رحمه الله وغفر له.

عن الجائزة

الرؤية والرسالة

تتمحور رؤية الجائزة حول تعزيز قيم المواطنة والتسامح والانتماء في المجتمع، كما تتلخص رسالتها في الارتقاء بالأداء المجتمعي والقيم التي تأسس عليها المجتمع الكويتي بين الشباب ورعاية الموهوبين منهم من خلال برامج ومسابقات هادفة لبناء مجتمع كويتي مقوي و متكاتف.

الأهداف

تسعى جائزة فلاح مبارك الحجرف إلى تحقيق جملة من الأهداف الوطنية لدى شباب الكويت وهي:• تعزيز اسس ومفاهيم وقيم المواطنة الحقة والولاء والانتماء في المجتمع الكويتي.• تشجيع الشباب للعب دور إيجابي لتحصين المجتمع الكويتي من كل ما قد يهدد استقراره.• إشاعة روح الحب والتسامح بين جميع شرائح واطياف المجتمع الكويتي.• تشجيع الشباب الكويتي لطرح افكار مبتكرة تتماشى مع معطيات العصر لخلق روح المجتمع الواحد المتماسك.• تعزيز مفهوم الاختلاف الإيجابي كون اختلاف الآراء الإيجابي من اسباب تطور المجتمعات اذا كان للمصلحة العامة.

المجالات

تخصص الجائزة سنوياً للمراكز الثلاثة الاولي في كل مجال من المجالات التالية:• القصة: قصة قصيرة أو رواية تحقق أحد مفاهيم الجائزة.• الشعر: كتابة قصيدة وطنية تصب في اهداف الجائزة تكون باللغة العربية الفصحى او بالشعر النبطي.• الرسم والتصميم: استخدام اللوحات الفنية والرسومات والتصاميم التي تنقل رسالة الجائزة بصورة إبداعية مبتكره.• تطبيقات التكنولوجيا: استخدامات وسائل التواصل وتطبيقات التكنولوجيا لتعزيز روح المواطنة لدى الشباب الكويتي.• التصوير: استخدام الصورة لنقل فكرة او رسالة تخص اهداف الجائزة بشكل إبداعي.• الابداع المطلق: وهو مجال مفتوح لاي فكرة قد تقدم من قبل المشاركين تدعم مضامين واهداف الجائزة، وتمنح للفائز الاول فقط.

الفئة المستهدفة

رغم أن رسالة الجائزة موجهة للمجتمع بأكمله فإن الشريحة المستهدفة لنيل هذه الجائزة هي فئة الشباب الكويتي في المراحل التعليمية المختلفة سواء كان التعليم العام او التعليم الخاص، بالاضافة الى طلبة الجامعات داخل وخارج الكويت.

الجوائز

سيتم تقديم جوائز سنوية نقدية مع ميدالية تذكارية وشهادة تقدير للفائزين بالمراكز الثلاث الأولى وفقا للاتي:للفائزين في مجال القصة القصيرة أو الرواية، 5 آلاف دينار للاول و3 آلاف للثاني وألفان للثالث، وفي مجال القصيدة الوطنية 5 آلاف للاول و3 آلاف للثاني وألفان للثالث، وفي الرسم والتصميم 5 آلاف للأول و3 آلاف للثاني وألفان للثالث، وفي تطبيقات التكنولوجيا الحديثة 5 آلاف للاول و3 آلاف للثاني وألفان للثالث، وفي التصوير أو الفيلم القصير 5 آلاف للاول و3 آلاف للثاني وألفان للثالث، اما جائزة الابداع المطلق فقيمتها 10 آلاف تمنح للفائز بالمركز الاول فقط.

مضامين أعمال الجائزة

يجب أن تشمل الاعمال والموضوعات الواردة ضمن مجالات الجائزة والمقدمة للمنافسة على المضامين التالية:• قيم المواطنة الإيجابية مثل الانتماء والولاء.• الوحدة الوطنية وأثرها على الفرد والمجتمع.• صور من التلاحم الوطني الكويتي.• مسؤولية الشباب في تعزيز الوحدة الوطنية وحمايتها.• التعصب وأثره على مفاهيم وقيم الوحدة الوطنية.• دور الشباب في مناهضة التطرف والغلو.

مجلس الأمناء

يدير الجائزة مجلس امناء يمثل المرجعية العامة لعمل الجائزة و يشرف على اعمالها ويعتمد برامجها و انشطتها ونتائجها ويتكون من فهد المعجل رئيس مجلس الامناء، ويوسف الجاسم الصقر نائب الرئيس، والدكتور سالم فلاح مبارك الحجرف أمين عام الجائزة، والاعضاء الدكتورة موضي الحمود، والدكتور أنس الرشيد، والدكتور سعود الحربي، وأنور جواد بوخمسين.

مهام مجلس الأمناء

• اعتماد اللائحة الداخلية للجائزة وتعديلها.• اعتماد الخطة التنفيذية السنوية لأمانة الجائزة.• اعتماد لجنة تحكيم الجائزة.• اعتماد نتائج المسابقة وأسماء الفائزين سنويا.• اعتماد التقرير السنوي والبيانات المالية.

مهام أمانة الجائزة

• اقتراح الأسس والمعايير التي تحكم سير الجائزة.• وضع خطة تنفيذية لسير العمل بالجائزة ورفعها للمجلس لاعتمادها.• العمل باستمرار على تطوير الجائزة والعمل على دراسة نتائج كل دورة واستثمار فرص التحسين المتاحة.• القيام بمهمة التعريف بالجائزة بمختلف الوسائل.• تشكيل ومتابعة اللجان الفنية والإدارية الخاصة بالجائزة.• اقتراح الميزانية التقديرية للجائزة.• تشكيل لجنة التحكيم لجميع أفرع الجائزة.• رفع النتائج والتوصيات لمجلس أمناء الجائزة لاعتمادها.