منذ أن تولى كيم جونغ أون رئاسة كوريا الشمالية بعد وفاة أبيه، وهو غارق بالسلطة والعظمة، فلا يفكر بشيء سوى بجعل بلاده دولة عظمى ذات رسالة نووية والاستعداد لإنشاء وتطوير سلاح نووي فريد. ولكن الذي يقلق العالم ممارسة التهديد المستمر بإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات لإثبات قوة بلاده في المنطقة.فمن خلال العرض العسكري الضخم الذي نظم في بيونغ يانغ لمناسبة الذكرى الـ 105 لولادة الزعيم كيم ايل سونغ مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وما يسمى بـ «الرئيس الخالد»، أكدت بيونغ يانغ انها مستعدة لأي هجوم نووي للرد بهجوم مماثل ولا تهاب الولايات المتحدة، لأنها مستعدة للرد على حرب شاملة بحرب شاملة.ففي «يوم الشمس» كان عيد ميلاد الزعيم الكوري الشمالي والذي جعله عطلة وطنية خالدة للشعب، استعرض فيها الجيش قوته العالية من خلال صواريخ منقولة على شاحنات كبيرة مرَّ جنبها عشرات الآلاف من الجنود من قوات البر والبحر والجو، وبدا الزعيم كيم جونغ أون مفتخراً بترسانته العسكرية التي اصطفت على ضفاف نهر تايدونغ لعرض صواريخ تطلق من غواصات من طراز «بولوك سونغ» للمرة الأولى في تاريخها، وبالتالي فسرها العالم بمثابة التهديد المباشر وسط تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وخصوصا عند إطلاقها صواريخ باليستية رغم تحذيرات دول المنطقة لهذه الخطوات النووية وتحذيرات الولايات المتحدة بالذات.إلا أن بيونغ يانغ ماضية في نهجها العسكري، وقامت بتسريع برنامجيها الباليستي والنووي بشكل كبير لافت للأنظار تجاوزت فيهما كل المحظورات الدولية من خلال إجراء تجربتين نوويتين منذ بداية 2016، وهما التجربة الرابعة والخامسة وقبلهما أجرت عشرات التجارب الجديدة لإطلاق صواريخ باليستية محسنة سقط عدد كبير منها في بحر اليابان والمناطق المحيطة، تلك هي رسائل تحذيرية واستفزازية موجهة للولايات المتحدة وغيرها، والسؤال هنا: هل للولايات المتحدة دور في سقوط الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية في بحر اليابان؟إن مؤشر الحرب قد بدأ منذ بداية التهديدات الكورية التي تسعى لجعل الأراضي الأميركية محرقة نووية قادمة لتتفاقم الأوضاع وتتنامى المخاوف بين الدول المحيطة، فسهام التحذير والتهديد بمحو الولايات المتحدة عن وجه الأرض قد جعلت الولايات المتحدة تقرر جديا إرسال حاملة الطائرات «كارل فينسون» وقوتها البحرية الضاربة الى شبه الجزيرة الكورية بعد نفاد صبرها.واليوم يسعى العالم الى إيجاد وسيلة تنزع فتيل ازمة السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية في حين ترى القوات الشمالية ان من حقها الاستمرار في برنامجها النووي ولن تخضع للتهديدات الدولية، وبالتالي فإن وصول مجموعة سفن قتالية اميركية الى المنطقة هو ابتزاز عسكري مرفوض والهدف منه إشعال واشنطن الحرب في شبه الجزيرة!إذا هناك سعي دولي لبذل جهود ديبلوماسية لتسوية سلمية لهذه الازمة النووية وتستبعد الولايات المتحدة الخيار المطروح فيما تأمل دول العالم بالحوار داخل أسرة الأمم المتحدة للوصول الى نتيجة إيجابية بعيدا عن الضغط الاقتصادي والسياسي وتغليظ عقوبات اخرى أكبر. فكلنا يعلم ان نظام بيونغ يانغ النووي اصبح مصدرا للقلق يهدد العالم بأسره، وبالتالي يجب التصدي له لأن عواقبه كارثية وخيمة... ولكل حادث حديث.alfairouz61alrai@gmail.com