عاشتْ بيروت ليل الجمعة، حلماً كروياً مع «كلاسيكو الأساطير» الذي جمع قدامى فريقيْ ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين على مدينة كميل شمعون الرياضية، التي غصّت بنحو 30 ألف متفرّج تَقاطروا لمتابعة حدَث غير مسبوق في لبنان والشرق الأوسط وتحوّل «عرساً» رياضياً - فنياً.وعلى مدى 90 دقيقة، وضعتْ العاصمة اللبنانية جانباً «كوابيسها السياسية» التي يختزلها هذه الأيام قانون الانتخابِ الذي صار أسير لعبة «تسجيل الأهداف» بين أطراف الصراع وتقاذُف كرة التعطيل، ليصدح من قلب صرحها الرياضي الأكبر «كرنفال» فرحٍ أعادت الى بيروت بعضاً من أيامها الذهبية التي تتوق اليها.وفي موازاة نتيجة المباراة التي انتهتْ بفوز برشلونة 3-2 في تكرارٍ لنتيجة «كلاسيكو» الـ «ليغا» الذي لعبه الفريقان ضمن الدوري، الأحد الماضي، فإن الجمهور الذي حضر الى الملعب كان أكثر من «مستعدّ» لمواكبة المواجهة بين «الأساطير» الذين كان الأبرز بينهم البرازيلي رونالدينيو (الحائز على لقب أفضل لاعب في العالم مرتين في 2004 و2005) الذي اشتاق محبو الفريق «الكاتالوني» رؤيته على أرض الملعب بقميص الـ «برشا» والذي مارس «سحره» على مدى نحو 80 دقيقة، وساهم في صناعة أهداف فريقه الثلاثة بمهارة رائعة كتب بعدها كثيرون انه كـ«الذهب لا يصدأ أبداً».وساهم الغياب المفاجئ لكل من النجميْن البرازيلييْن الآخرين اللذين طبعا مسيرة كل من ريال وبرشلونة روبرتو كارلوس وريفالدو في تركيز كل الأضواء على رونالدينيو الذي هتف له جمهور المدينة الرياضية «المتحزّب» لـ«البلوغرانا» كما لـ «الميرينغي»، والذي حضر بعُدة التشجيع كاملة من صور «الأساطير» الى أعلام النادييْن اللذين يحظيان بنسبة تأييد كبيرة جداً في لبنان، ولكل منهما رابطة مشجّعين رسمية.ولم يكن عشاق الفريق «الكاتالوني» والـ «لوس بلانكوس» من الكبار او الرجال فقط، اذ كان الجمهور متنوعاً من شبان وصبايا، وسط حضور للصغار الذين أبوا إلا ان يشهدوا على حدَث كان جيداً فنياً وقدّم خلاله لاعبو الفريقيْن أداء ممتعاً تميّز بالاندفاع الهجومي والدفاعي، وتخللتْه محطة غنائية افتتاحاً مع الفنانة يارا وأخرى للفنان ملحم زين في استراحة ما بين الشوطين.والى المدرّجات التي بدت وكأنها في «مهرجان» فرح عبّر عن نفسه بـ «موجات» التصفيق والهتافات التي لم تهدأ، خطفت المنصة الرسمية الأنظار، إذ جلس فيها عدد كبير من السياسيين وبينهم وزير الخارجية جبران باسيل الذي حضر برفقة ابنيه غبريال وجورج، ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل برفقة زوجته كارين تدمري وابن شقيقه الكسندر، والنائب علي بزي.وقد سجل أهداف برشلونة، الفرنسي لودفيك جولي في الدقيقتين (8 و62) والبرازيلي سيماو (38)، فيما سجل لريال مدريد فرناندو فرنانديز (29) وفرانشيسكو غيريرو (82).وأشرف على أساطير الـ «ميرينغي» المدرب الإسباني الشهير خوسيه انطونيو كاماتشو، وضمّ فريقه كلاً من: بدرو كونتريراس وسيزار وانريكه مونوز ونيكولا أنيلكا وفرناندو موريانتيس ولورينتي وريفيرا وبافون وبيريز وجوليو سيزار وفرانسيسكو غيريرو وكريستيان كاريمبو وتوتي وسافيو وفرناندو سانز وامافيسكا وفرانسيسكو باراهونا وجوليو جينتو وفرناندو فرنانديز وخوسيه غاراتي وفرانشسكو بافون وروبن دي لاريد.اما الـ «برشا» فأشرف على «أساطيره» النجم الشهير خوسيه ماريا باكيرو، الذي سبق وقاد برشلونة إلى أول ألقابه في دوري أبطال أوروبا في العام 1992 على حساب سمبدوريا الايطالي. وضمّ فريقه كلاً من: رونالدينيو وجيسوس انغوي وفرانسيسك غوزمان وجوزيه ادميلسون واندوني غويكوتشيا وغايزكا مندييتا وخوان كارلوس وايريك أبيدال وجيكا بوبيسكو وميغيل انخيل نادال وفرانشيسكو كوكو وسيماو سابروسا وجيانلوكا زامبروتا وادغار دايفيدز ولودوفيك جولي وخوليو ساليناس ولويس غارسيا.وقاد المباراة الحكام طلعت نجم ومحمد المولى ومصطفى طالب وأحمد قواص ورضوان غندور ومحمد منصور وعلي عدي وزياد مهاجر.