بعد يوم من ندوة المطير ورفع ورقة عدم التعاون، جاءت ليلة الثلاثاء بخطاب مسلم البراك لتأخذنا إلى تحويلة في الطريق المتبع المرسوم من تكهنات البعض... إنه تحول إيجابي أخذنا بعفوية إلى الهدف المرجو بشكل صريح شفاف.لم أحضر الخطاب لالتزامي بحضور فرح ابني أحد الأقرباء واستمعت إليه وفوجئت باتصال صديق في آخر الليل قبل كتابة هذا المقال يقول فيه مازحا «شنو انت ساحر...» وقلت «لا ليش».ربط صديقي المتصل ما جاء في مقال الثلاثاء المعنون «التعامل مع البدو والحضر»! وبين مضمون خطاب البراك.ما حصل هو توارد خواطر بين فهمي للحق المراد اتباعه وما ذكره الأخ مسلم البراك في سياق حديثه وهو خطاب يدعو إلى العقلانية في عرض الحالة التي تعاني منها طبيعة إدارة شؤون مؤسسات الدولة.البعض يبحث عن «تهييج» الشارع والبعض الآخر يستمتع في خلق الفتنة والبعض الآخر يقتات على نقل الإشاعة وضرب شخص بآخر... اسلوب رخيص.اعترف البراك وبأريحية بالخطأ في بعض إفرازات الماضي القريب، وهذه عادة خصلة طيبة وكما جاء بالحديث الشريف «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، ونتمنى أن تعي السلطة التنفيذية الرسالة التي وجهها البراك بغالب وطني بحت وذكرناها في مقالات عدة منذ سنوات مضت وكان آخرها مقال الثلاثاء.ماذا نريد...؟أترك الإجابة عن هذا السؤال لأصحاب القرار، فكل الأمور والقضايا التي تبحث عن حل واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار.من منا لا يرغب في الجنوح إلى التهدئة؟من منا لا يرغب في إعطاء كل ذي حق حقه؟من منا لا يرغب في إيجاد حل لمشاكلنا العالقة من سوء تعليم،صحة? إدارة مشاريع وتنفيذها وضعف في مستوى القياديين... إلخ.لا أحد على الإطلاق لكن البعض يعتقد بأن النقد المباح فيه مساس بالبعض... وهذا ينم عن ضعف شخصية المحلل والمفسر لما يطرح من نقد.كنت وما زلت مؤمنا بأن الهوية الكويتية بما فيها الجنسية لا يذكر فيها «حضري، بدوي ? سني? شيعي» أو غيره من التصنيفات التي وضعها أشباه الرجال ولهذا ما دفعني بالمطالبة لمنح الكفاءات من تقلد المناصب القيادية وتقديم أصحاب الخبرة للإدلاء للاستئناس برأيهم يعني مستشارين صح... «مو اللي خبرك»!نريد رجل دولة... كفاءة، عاقلا رشيدا نزيها وجنسيته كويتي وبس!إذا كان هناك من يستغل تلك التصنيفات ليصل إلى مآربه، فالمطلوب أن نقطع الطريق عليه ومعلوم ان كل شخص يرشح لمنصب قيادي معلوم سيرته الذاتية وتوجهه وهناك مصادر كثيرة نستطيع من خلالها التحقق من أحقية المرشح وأهليته للمنصب وأقصد مصدرا يصدقك القول متصفا بالأمانة وليس من جماعة «يقولون أو سمعت أو...».نريد الصدق مع ذواتنا ونبذ كل الخلافات الماضية والبدء في صياغة رؤية الكويت الجديدة بأهداف وطنية تقرب بين مكونات المجتمع وتعزز وجود الكفاءات في الصفوف الأمامية وكذلك الحال بالنسبة للناخبين فعليهم اختيار الأحق بمسمى نائب.إن كنت قد أخطأت في السابق فاستغفر الله وعد إلى رشدك... فالموت يأتي بغتة.شكراً مسلم البراك بو حمود على هذا الخطاب الراقي، وألتمس العذر منكم عن أي خطأ بدر مني، والجميع يعلم علم اليقين انني كتاب مفتوح وإن حصل وتعرضت للظلم، فإنني ألجأ إلى الله عز شأنه فالتسامح صفة حميدة والتسامي على الجراح والترفع عن المنكفات سلوك مردوده إيجابي على المجتمع ومكوناته... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi