من هو البدوي؟البدو هم قوم رحل يسكنون البادية ويتنقلون من مكان إلى آخر بحثاً عن الماء والمرعى للحلال من الأغنام أم الإبل ويسكنون الخيام وبيوت الشعر و...!منذ عقود مضت، انتقل الجميع إلى المدن وأصبحت الحياة مدنية يسكن فيها الحضري بجوار البدوي وبات «السلم» متقارباً، لكن البعض ما زال ينظر لكل من ينتهي اسمه بقبيلة، انه «بدوي»... والله عز شأنه ذكر في محكم تنزيله «إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».إذاً... معيار التقييم ليس على الاسم «حضري أم بدوي»، لكن يبقى مرتبطاً بميزان التقوى، حتى في العمل المؤسسي يجب أن تكون الكفاءة مقدمة على أي معيار جانبي آخر.أزعجني ما بلغت به عن قول قيادي كبير بأنه «ما يحب يتعامل مع البدو»، واستغربت بقاء هذا النوع من القياديين في منصبه إن صح ما ورد.مشكلتنا اننا أكثر الشعوب «تحلطماً» ونتظاهر بالحياد ونجيد النفاق الاجتماعي وحتى مفهوم المعارضة «خسبقناه»، وهو ما وضحته في مقال سابق.ومشكلتنا اننا نحشم أنفسنا من قول الحق لأننا لا نجد من لديه الرغبة في الاستماع رغم حساسيته وتأثيره البالغين.ان أتوا بقيادي «بدوي» فيحرص على تقريب ربعه... وإن عينوا «حضريا» أو «شيعيا»، فتجده حريصا على مجموعته مع العلم ان قانون الوحدة الوطنية يعاقب على هذه السلوكيات المشينة.هل تعلمون ما هو سبب تخلفنا في منظومتنا الإدارية؟هذا هو السبب... إننا نعين من نرتاح له وكأننا نملك المؤسسة والتعيين المخالف للقواعد الإدارية الصحيحة والمبنية على معيار الكفاءة أدى إلى ترهل في منظومتنا الإدارية.الكفاءة يجب أن تأخذ حقها من التقدير وواجب علينا التوقف عن تصنيف بعضنا الآخر بـ «بدوي»... «حضري»... أو «سني/‏شيعي». كلنا كويتيون ولنا كل الحقوق وعلينا الواجبات نفسها.وإن لم نلتفت إلى هذه الحالة التي أصابت مؤسساتنا بمقتل على نحو سريع، فهذا يعني «تعصب» أكثر وبمثابة موافقة ضمنية على ما يبدر من البعض كقول ذلك القيادي «ما أعرف اتعامل مع البدو».خافوا الله في الوطن... فالكويت تستحق من يمثلها خير تمثيل.خافوا الله في حقوق ضيعت على كفاءات لم تمنح منصبا لاعتبارات واهية ومفاهيم تعود إلى العصر الجاهلي.إن كنا في العام 2017 ونجد بعض هذه «الخزعبلات» يتم الأخذ بها في القياس والتقييم والاختيار من بعد? فإعلموا إننا مقبلون على الانهيار.لذلك? أناشد كل فرد صالح قريب من أصحاب القرار تشكيل لجان محايدة لدراسة هذه الظاهرة المؤلمة، إن كنا بالفعل ننشد الإصلاح الإداري، والأمثلة والتفاصيل كثيرة في هذا الشق الحساس الذي لا يرغب البعض في التطرق إليه... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi