عكستْ الجولة «النادرة» التي نظّمها «حزب الله» أمس للإعلاميين على طول الحدود الجنوبية للبنان مع اسرائيل احتدام «الحرب النفسية» بين الحزب والدولة العبرية، في مؤشّرٍ على خطورة الوضع على «الجبهة النائمة» التي عادتْ بقوة في الفترة الأخيرة الى دائرة المخاوف من إمكان ان تشكّل أحد «ملاعب النار» في سياق المواجهة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.وحملتْ الجولة التي شملتْ نقاطاً عدة على تخوم «الخط الأزرق» الفاصل بين لبنان واسرائيل مجموعة رسائل متعددة الاتجاه أراد «حزب الله» توجيهها، كما انطوتْ في رمزيّتها على إشارة مباشرة ذات صلة بالقرار 1701 وتمثّلت في «قيادة» ضابط من الحزب بلباس عسكري عملية إطلاع الإعلاميين من قلب «أرض الـ 1701» على خريطة الإجراءات الدفاعية التي يستحدثها الاسرائيليون منذ نحو عام بتفاصيلها الدقيقة الهندسية والتقنية لحماية مواقعهم الحدودية كخط دفاعٍ عن مستعمرات مثل شلومي وحانيتا وادميت «بعد الافتراض أن المقاومة ستدخل من هذه النقاط الى مستعمراته».والرسالة الأبرز التي أراد «حزب الله» توجيهها تحسباً لأي حرب مقبلة كانت أن «اسرائيل هي الخائفة» كما قال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف.وشكّل الموقف الذي أطلقه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إشارة الى «الضرر» الذي ألحقتْه هذه الجولة بالموقف الرسمي اللبناني الملتزم القرار 1701، اذ اعلن «ان الجولة التي نظمها حزب الله ليست مجرد غلطة بل خطأ استراتيجي، إذ أعطى انطباعاً وكأن لا جيش لبنانيا رسمياً مسؤولا عن الحدود ولا دولة ولا من يحزنون، والأسوأ من كل ذلك أعطى انطباعاً وكأن القرار الأممي 1701 أصبح في خبر كان».