إستياء في وزارة الصحة من طبيب أسنان يقيّم الصيادلة؟ وسؤال برلماني ملغوم موجه لوزير التربية وزير التعليم العالي حول شروط اختيار أعضاء لجان المقابلات الإشرافية... إلخ. وأسئلة حول تقييم أسباب تعثر المشاريع ومخالفتها لبنود المناقصات. وسؤال حول تقييم النواب? وسؤال حول تقييم القيادات. وسؤال حول من يقيم القيادات. وسؤال حول من يفهم أسس تقييم الأداء الحكومي وخطة العمل. وسؤال حول الضرب والسب والقذف في مواقع التواصل الاجتماعي: من يقيّم آثار نماذجه والداعمين لتلك الحسابات المجهولة؟وهناك يطل علينا من بعيد شبح «الحل والإبطال»... من يقيّم سبب استمراره؟وهناك من يبحث في تقييم عادل لصراعات الأجنحة وبقاء الحال وكأن الممارسة الديموقراطية لبعض النواب أشبه بالحملة الانتخابية، رغم ان واقعهم تشريعي رقابي وإنهم نواب ليسوا مرشحين!نريد من كل واحد أن يحاول فهم «من يقيم من...»، لأن الشاهد من المجريات اننا أصبنا ببلاء يبدأ من غياب صناعة القرار «الصح» الذي يبحث عنه المواطن البسيط، وينتهي بحل لكل القضايا العالقة مرورا ببسط الاستقرار بعيدا عن الإبطال والحل والتزوير و«النهب» ومحاسبة كل معتد، سواء على المال أو على الأفراد في مواقع التواصل الاجتماعي.نريد أن «نفهم»... لا نريد التفاصيل? نريد الشفافية في عرض الأسباب والتداعيات وأن يعرف كل فرد منا واجباته وحقوقه المكتسبة؟نريد أن نفهم سبب عدم توافر عوامل التقييم العادل لتعاملنا مع بعضنا البعض وعدم وضع إستراتيجيات عمل تنقذ البلد من التيه على الأصعدة كافة.قد تكون الفقرة الأولى مستحقة وإن التساؤلات الواردة فيها مطلوب البحث فيها والخروج من الأزمة التي لازمتنا لسنوات عدة? لكن بطء اتخاذ القرار وغياب بعض النواب عن لب مسؤوليتهم كمشرعين ومراقبين للأداء الحكومي، قد يبدو لي أحد الأسباب.ماذا نريد نحن؟ وهل يراد منا التصديق بأن مجلس الأمة غير مرغوب فيه وهو لا يعاب عليه سوى ان بعض من يصل إليه ما زال يعتقد انه مرشح وكأنه في شهر الانتخابات وترك الصراعات الجانبية والتصريحات النارية خط عمل يسير عليه وترك جانب التشريع والرقابة.نحن المذنبون... وأخطاء لا تغتفر وتوبة لم يقم البعض في العمل بها لرفع الضرر عن المواطن البسيط.هل نحن بحاجة لترك الوضع على ما هو عليه؟ ومن هو المستفيد؟إننا ولو على المستوى الشخصي لا نرغب في مشاهدة الأمثلة «المزعجة» ومن مطالعة الاقتراحات الشكلية التي لا تعالج ما يشوب الأنفس من سوء فهم وإساءة والبعد عن الطرق المثلى للتقييم لكل جانب ذكرناه في هذا المقال.نشتكي لمن؟ نذهب لمن؟ من يقرأ ما نكتب وينشر من «بلاوي»؟ما هي هويتنا الكويتية الحالية؟ وأين هي الفجوة بين ممثلي الأمة في الثمانينات والوقت الحاضر؟حاولوا أن تفهمونا... وهاتوا من يفهم وامنحوه شرف «الاستشارة» ولا تلتفتوا لمن يرسم الاستشارة لتتماشى مع ميولهم؟نريد طاقما من الاستشاريين على قدر من المعرفة ويتميزون بالنزاهة والخبرة. هؤلاء هم من يستطيعون تقييم الأوضاع ورفع التوصيات العادلة التي تفيد المواطن البسيط وتنقذ البلد ومؤسساته من «التيه» الذي نعيش فصوله بشكل أصبح «مملاً» إلى أبعد الحدود... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
فهم... «من يقيّم من»؟
01:16 م