فيما أبدى سفير ألمانيا لدى الكويت، كارلفريد بيرغنر دعم بلاده وتشجيعها لدولة الكويت وجهودها في حل الأزمات والصراعات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، أكد أن هناك تشابها كبيرا بين مواقف بلاده والكويت من ناحية سعي كلا البلدين إلى تحقيق السلام والقيام بدور الوسيط لحل الأزمات والصراعات في المنطقة والإقليم، لافتا إلى أن «هناك قناعة لدى بلدينا بأن حل الأزمات يكون بالطريقة السياسية قبل العسكرية».وكشف بيرغنر، في حوار مع «الراي» أن حجم صادرات ألمانيا للكويت بلغ 1500 مليون يورو عام 2016، مما وضعها في المرتبة الأولى في حجم الصادرات في المنطقة، والخامسة بين بقية دول العالم، موضحا ان أهم صادرات ألمانيا للكويت السيارات الفاخرة والآليات والتقنيات الإلكترونية، مشيرا إلى أن استثمارات الكويت في ألمانيا تبلغ حسب تقديرات السفارة نحو 30 مليار يورو.وذكر أن بلاده تولي الأمن في المنطقة أهمية كبيرة، وتشارك بشكل فعال في محاربة داعش، وقد قامت بإرسال جنود ألمان الى معسكر عريفجان لهذا الغرض.وتطرق السفير الألماني إلى العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، ومنها الإرهاب الذي أكد استحالة مكافحته بسلاح واحد، مبينا أن الشعور بالتهميش والعجز غالبا مايكون وراء التطرف، وهذا الأمر ينطبق على كل من دول المنشأ للإرهابيين أوالدول القادمين اليها في أوروبا. «أعتقد بأن الاحترام والاندماج من أهم الأمور التي يجب تداولها لمكافحة الإرهاب». وفي ما يلي تفاصيل الحوار:• كيف تصف تطور العلاقات بعد قرابة السنة على وجودكم في الكويت؟ تسعى كل من ألمانيا والكويت في الصراعات العالمية والإقليمية الى تحقيق السلام. فألمانيا تلعب دور الوسيط لحل أزمة أوكرانيا، والكويت كذلك تلعب دور الوساطة في حل أزمة اليمن أو في تهدئة الوضع بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي. كلتا الدولتين على قناعة بحل الأزمات بالطريقة السياسية قبل العسكرية، حيث تعمل كلتا الدولتين معا في تخفيف الأزمات الإنسانية كالتي في سورية مثلا. فيمكن وصف العلاقة بين البلدين بالوثيقة والطيبة. كذلك تعتبر الكويت على الصعيد الاقتصادي شريكا مهما لألمانيا التي تعتبر أكبر دولة أوروبية مصدرة. كما أن عدد السائحين الكبير يساهم ايضا في ربط العلاقة بين البلدين بشكل أقوى.• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وما أهم البضائع التي تصدر من ألمانيا للكويت؟ وماذا عن الاستثمارات؟ يقدر حجم صادرات ألمانيا لدولة الكويت في عام 2016 بـ1500 مليون يورو، ما يعادل 500 مليون دينار كويتي، وهي بهذه التقديرات الدولية الأوروبية الأولى في حجم الصادرات والخامسة بين بقية دول العالم. وأهم صادرات ألمانيا كما هو معروف السيارات والسيارات الفاخرة منها، والآليات والتقنيات الإلكترونية. كما تبلغ استثمارات الكويت في ألمانيا حسب تقديرات السفارة بـ30 مليار يورو «نحو 10 مليارات دينار» وتعد الكويت منذ بداية استثماراتها في مرسيدس منذ أكثر من 40 عاما دولة استثمارية مرغوب بها في ألمانيا.• وماذا عن التبادل الثقافي؟ وهل هناك فعاليات مقبلة؟ هناك العديد من الاتفاقيات في المجال الثقافي، مثل اتفاقية الشراكة بين الجامعات الألمانية مع جامعة الكويت، ومنح حكومية للطلاب الكويتيين الراغبين بالدراسة في ألمانيا. ولكن يجب احياء هذه الاتفاقيات وهذا الأمر هو من أهم أولويات السفارة بالتعريف أكثر بالثقافة الألمانية في الكويت، ورفع عدد الطلاب الكويتيين في ألمانيا. وسيساعد في ذلك ما تقدمه الجامعات الألمانية من عروض للدراسة باللغة الإنكليزية.• كيف تصف التعاون الأمني بين الكويت والمانيا؟ وهل ألمانيا ملتزمة بأمن الكويت؟ تولي ألمانيا الأمن في المنطقة أهمية كبيرة، فهي تشارك مثلا وبشكل فعال في محاربة داعش وللغرض ذاته من ضمن ما قامت به ألمانيا هو ارسال جنود ألمان الى معسكر عريفجان. كما نبحث مع الكويت على الصعيد الدولي عن حلول ونشجع أيضا دولة الكويت للمساهمة في حل الصراعات الإقليمية.• هل من طلبة يدرسون في ألمانيا؟ وما اهم ما يميز الجامعات الالمانية؟ لايزال عدد الطلبة الكويتيين في ألمانيا قليل. والسبب يرجع الى حد ما في التردد بتعلم اللغة الألمانية الصعبة حسب ما يقال. ولو قارنا العربية بالألمانية لوجدنا الألمانية سهلة جدا، مع العلم أن الجامعات الألمانية تقدم حتى هذه اللحظة ما يقارب 1200 عرض دراسي باللغة الإنكليزية. وتتميز الجامعات الألمانية بتطبيق نظري على متطلبات العمل الوظيفي والمستوى العالي في حجم التأهيل. يمكن للطالب في الجامعات الألمانية أن يحصل على تأهيل عالٍ جدا حتى وان لم يتم تصنيف الجامعات الألمانية بين العشر الأفضل في العالم. ولا بد أن نذكر بأن الدراسة في الجامعات الحكومية شبه مجانية.• متى ستبدأ الجامعة الألمانية العمل في الكويت؟ بدأت جامعة ميونخ التقنية عملها في الكويت وتقدم في الوقت الراهن الاستشارة لمجموعة من المستثمرين المحليين في تأسيس جامعة خاصة حسب معايير جامعة ميونخ التقنية. ويدور النقاش الأن حول فكرة التأهيل وتحديد المنهاج. ويتوقع حصول تقدم في القريب العاجل عندما تحصل الجامعة على قطعة أرض، كما تطمح جامعة ميونخ التقنية ليس لتأسيس فرع جامعة خاصة في الكويت فحسب بل وتأسيس مركز للأعمال.• ألمانيا والسيطرة على الأعداد الكبيرة للاجئين، هل هناك نية لإعادة بعضهم لبلدانهم، أو ترحيلهم إلى دول أخرى؟ يتمع طالب اللجوء في ألمانيا أثناء فترة دراسة طلب اللجوء بالحماية، ولكن عند رفض طلب اللجوء بشكل قانوني سيفقد طالب اللجوء حق الحماية ويمكن ترحيله. وهذا ينطبق بشكل رئيسي على طلاب اللجوء الذين يرتكبون الجرائم أثناء دراسة طلب لجوئهم. هذه المجموعة بالذات سيتم ترحيلها الى بلادها. هل لديكم النية لفرض قيود على حمل الأجهزة الالكترونية على طائرات آتية من دول تقطنها أغلبية مسلمة؟ لا تنوي الحكومة الألمانية الآن فرض قيود على حمل الأجهزة الالكترونية على طائرات آتية من دول تقطنها أغلبية مسلمة. لكن الحكومة الألمانية تراقب الوضع الأمني في المطارات الدولية عن كثب وعلى الكثير من الخطوط، وتلتزم بتحقيق الإجراءات الضرورية لضمان أمن المطار.• الى أي مدى سيفيد وصول وزير الخارجية شتاينماير الى الرئاسة في العلاقات الالمانية الخارجية؟ قام وزير الخارجية الألمانية السابق شتاينماير أثناء فترة عمله في الخارجية الألمانية برفع هيبة جمهورية ألمانية الاتحادية بشكل ملحوظ. كان مستعدا وباسم حكومة ألمانيا على تحمل المسؤولية في أوروبا والعالم دون البحث عن السلطة أو مزايا شخصية. والشخصية المتزنة التي يتمتع بها جسدها أيضا في شخصه وسيلعب دورا بارزا كرئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية لكل الألمان.• ما استعداداتكم لموسم الصيف واستقبال السياح؟ وهل سيكون لديكم عروض للسياحة في المانيا؟ تعتبر ألمانيا واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، لديها ما تقدمه من مدن كبيرة مثل برلين وميونخ وهامبورغ ومناظر جبلية خلابة وسواحل رائعة. وجودة العروض السياحية عالية جدا ان كانت في الفنادق أو في الأماكن الأثرية. وتركز ألمانيا على السياح الأجانب ولا سيما السياح من دول الخليج ولكن ما أوليه أهمية في هذا السياق هو التقدم بالحصول على التأشيرة في الوقت المناسب، عندئذ سيكون للرحلة لألمانيا متعة وذكرى لا تنسى.• الارهاب ضرب في العديد من العواصم الاوروبية، برأيك ما السبيل لايقاف هذه العصابات؟ وما سبب انتشار هذه الظاهرة من وجهة نظرك؟ للإرهاب وجوه عدة في أوروبا وفي العالم لهذا يتعسر مكافحته بسلاح واحد وغالبا مايكون الشعور في التهميش والعجز وراء التطرف، وهذا الأمر ينطبق على كل من دول المنشأ للإرهابيين أوالدول القادمين اليها في أوروبا وأعتقد بأن الاحترام والاندماج من أهم الأمور التي يجب تداولها لمكافحة الإرهاب.
محليات
حوار / تحدّث عن تشابه دور البلدين بالوساطة لإيجاد الحلول لمشاكل تعاني منها دول العالم
السفير الألماني لـ«الراي»: ندعم جهود الكويت في حل الأزمات والصراعات الإقليمية
09:38 ص