على بحر من النفايات والأوساخ، تسبح إسطبلات الجهراء والتي تحولّت إلى ما يشبه مكبا كبيرا للنفايات، حتى انها أضحت لا تصلح مكاناً حتى للحيوانات نتيجة انعدام النظافة. هذا إلى جانب مفارقة تحوّلها إلى مستودعات ومخازن للمطاعم وسكناً للعزّاب وملاذاً للتجمعات الشبابية.ففي تحد واضح لكافة الجهات الرقابية المسؤولة، وسواء على مرأى ومسمع من هذه الجهات أو في غيبة منها، تغطي النفايات الطرقات والشوارع ويتمادى المخالفون والمتجاوزون في رمي النفايات، غير عابئين بقوانين حماية البيئة ما ولّد مشاكل جمة، وخلق في اسطبلات الجهراء أجواءً مناسبة لمخالفي الإقامة والهاربين من الأمن دون أن تحرك الجهات المختصة ساكناً لمواجهة ذلك.وفضلا عن ذلك، تعاني الاسطبلات التي ضاقت بالنفايات أيضا من عدم وجود مداخل متعددة، حيث لا يوجد بها إلا مدخل ومخرج واحد ضيق ما يسبب زحاماً بشكل شبه دائم فيها، ويؤدي إلى تعذّر وصول الرعاية الصحية والاسعافات الأولية إلى المصابين في الحوادث المرورية، والذين يموتون قبل وصولهم إلى المستشفيات.وخلال جولة لـ «الراي» لتلمس أوجاع المنطقة الموبوءة، قال المواطن مناور الخالدي: ان «المشاكل في الاسطبلات لا تُعد ولا تُحصى، نتيجة أنها تؤجّر لمن هبّ ودبّ بشكل يومي وتستغل في إقامة سهرات راقصة ماجنة بعيداً عن أعين الرقابة الأمنية، والدليل ارتفاع أصوات المحتفلين والأغاني التي نسمعها كل ليلة». وأكد الخالدي أن الاسطبلات يستغلها البعض كمتنزهات وأحواض سباحة وملاعب كرة قدم، إلى جانب كونها مكاناً مثالياً لقضاء أوقات الفراغ والاجازات بحرية ولذلك فإنها تتطلب مزيدا من العناية والاهتمام باعتبارها متنفساً للشباب المواطنين الذين يهربون إليها من ضغوط العمل اليومية.من جانبه، حذّر علي المحارب من تزايد ظاهرة الكلاب الضالة والحيوانات النافقة، ما يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة من دون تحرك من الجهات المختصة، هذا فضلا عن تعرّض الخيول إلى أمراض قد تؤدي إلى نفوقها، إن لم تتحرك الجهات المختصة بشكل سريع لاستئصال المشاكل الخطيرة التي تواجه المنطقة، من انعدام النظافة نتيجة تزايد الأوساخ والنفايات والقمامة، وهو ما أدى بالفعل إلى نفوق بعض الخيول نتيجة إصابتها بأوبئة.ولفت المحارب إلى وجود عصابات متخصصة في بيع المكالمات عبر الانترنت، مشدداً على أن العمالة السائبة تعيث في الاسطبلات فساداً، ما يتطلب رقابة أكبر من الجهات المختصة وإعادة تنظيم المنطقة، خصوصا أنها أضحت مقصداً للشباب الذين يرتادونها بعد إزالة المخيّمات، وباتت هي المتنفّس والملجأ الوحيد لهم. وذكر المحارب أن ملّاك الاسطبلات يعيشون على مياه التناكر التي تكبّد الاسطبل الواحد 8 دنانير يومياً، مشيراً إلى أنه لا يوجد صرف صحي، وأن المنطقة تعاني ضعفاً في التيار الكهربائي ومن الزحمة المرورية الخانقة.وأشار المحارب إلى أن غالبية الاسطبلات والتي يصل عددها إلى نحو 730 اسطبلاً يتم استغلالها بشكل مخالف، مشدداً على أن الكل يعرف ما يدور في الاسطبلات.بدوره، طالب منيف العويد بتنظيف مضمار السباق، حيث يشكو المضمار من انعدام النظافة، منوهاً إلى أن أعضاء النادي يضطرون في غياب الاهتمام الحكومي والرقابة إلى تنظيف المضمار على نفقتهم الخاصة.
محليات
أصحابها «يجأرون» بالشكوى من سطوة عصابات العمالة السائبة وأنها أصبحت مأوى للكلاب الضالة ومكباً للقاذورات
إسطبلات الجهراء ... بحر من النفايات
01:13 ص